أصبح التعاون والتکتل الاقتصادي الإقليمـي والدولي سمة من سمات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وذلک في ظل المتغيـرات العالمية الجديدة، حيث أخذت الدعوة للتکامل تتوسع وتـزداد أهميتها تعبيـرًا عن الاستيعاب السليم لمتطلبات التنمية في هذا العصر.
وهذه النزعة العالمية نحو إنشاء التکتلات الاقتصادية هي التي جعلت بعض الاقتصادييـن يطلقون على هذا العصر عصر التکامل، حيث أصبح هدفًا استـراتيجيًا وضرورة تفرضها التطورات الاقتصادية العالمية في ظل مناخ العولمة وما نتج عنها من إعطاء الأولية للتکتلات الاقتصادية التـي تستطيع الصمود في وجه المنافسة العالمية.
تستمد هذه الدراسة أهميتها من کونها تسعى إلى توضيح أهمية الاتجاه العربـي الإفريقي نحو تحقيق التکامل المنشود، مع تسليط الضوء على أهم العقبات والتحديات التـي تحول دون تحقيق ذلک، مع طرح نموذج تطبيقي عن علاقات التبادل التجاري بيـن مصر وتجمع الکوميسا وآفاقها المستقبلية، مع محاولة رسم بعض السيناريوهات المقتـرحة لتعزيـز وتفعيل التبادل التجاري العربـي الإفريقي بصفة عامة، والتبادل التجاري بيـن مصر وتجمع الکوميسا بصفة خاصة.
وتحاول الدراسة إثبات صحة هذه الفروض:
هناک العديد من المکاسب التـي من الممکن أن تتحقق عند تفعيل التبادل التجاري العربـي الإفريقي، على الرغم من وجود العديد من العقبات والتحديات.
هناک فرص کبيـرة لنمو الصادرات المصرية عند تفعيل التبادل التجاري بينها وبيـن تجمع الکوميسا.
من الممکن لهذه الدراسة أن تقدم سيناريوهات مقتـرحة لتعزيـز مثل هذا التبادل التجاري.
اقتـرحت الدراسة مجموعة من السياسات لإعادة بناء هذه العلاقات، تقوم على ثلاث مستويات جوهرية:
- على المستوى الرسمـي (الحکومـي).
- على المستوى الشعبـي.
- على المستوى المؤسسي.
في النهاية نأمل أن تکون مثل هذه السيناريوهات أداة فاعلة لتوطيد علاقات التعامل والتفاعل بيـن الطرفيـن العربـي الإفريقي، الأمر الذي يجعل هذه العلاقات أقوى من أي متغيـرات طارئة تواجهها.