الدين الاسلامي دين شامل وجامع جاء بتشريع دقيق واحتوت احکامه کافة الامور الحياتية للانسان سواء کانت دينينة او دنيوية ومن ذلک تنظيم العلاقات بين الناس ولعل من اهم تلک العلاقات التي نظمها الاسلام هي العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين ،فإنه بالوقوف عليها ومعرفتها تظهر لنا حقيقة العلاقة بينهما ويظهر من خلالها مدي سمو هذا الدين ورفعته وشموليته في طريقة معاملته لمخالفيه حتي ولو کان من غير اهل الکتاب وللحق ان عدة امور مهمه کانت وراء اختياري لهذا الموضوع لان هذه القضية من القضايا الشائکة في التاريخ الالاسمي نظرا لتشعب معطياتها ومفرادتها بين نظيرية الحکم من خلال اقوال الفقهاء وبين التطبيق الذي فعله الرسول صلي الله  عليه وسلم سوا ءکان مع اهل الکتاب من اليهود والنصاري او مع مشرکي شبه الجزيرة العربية عامة ومشرکي مکة خاصة ،وتعتبرهذا الدراسة حلقة من حلقات محاولة تقديم رواية موثقة واصيلة لأحداث السيرة النبوية وتحديد جوانب العلاقى بين العنصر المسلم وغير المسلم الذين يعيشون في مکان واحد ، وهذا النوع من الدراسات التاريخية الممزوجة بالتأصيل الفقهي والشرعي لهو مطلب في الوقت الراهن يجذب الباحثين الي خوض غماره بعيدا عن الدراسات السطحية التي لا تأتي بجديد يستحق الوقوف عليه