تكمنُ أهميةُ هذه الدراسةِ في كونِها تتناولُ عنصرًا أساسيًّا لخطةٍ تطويريةٍ شاملةٍ تشهدُها المنطقةُ المركزيةُ المحيطةُ بالمسجدِ الحرام، وتهدفُ إلى تتبُّعِ التطورِ العمرانيِّ في منطقة جبل عمر، وتوثيقِ أحدِ المشاريعِ العمرانيةِ التطويريةِ في المنطقةِ المجاورةِ للمسجد الحرام، التي حظيت بدعمٍ لا محدود من حكَّامِ المملكةِ العربيةِ السعودية، فبعد استقرارِ الحُكمِ في مكة المكرمة للملك عبدِ العزيز بن عبد الرحمن آل سعود -يرحمه الله- اهتمَّ بالمدينة المقدسة اهتمامًا ملحوظًا، فعمل على تجديدِ أحيائِها، وتوفيرِ الخدماتِ فيها، كما تهدف إلى إبراز الجهودِ المبذولةِ لتطوير منطقة جبل عمر، وتوفيرِ الخدماتِ، والمَرَافق العامَّةِ للمواطنين وقاصِدي بيتِ الله الحرام، وتوضيحِ أثرِ مشروعِ جبل عمر على موقِعِه ومدينة مكة المكرمة، وقد اتبعت منهج البحث التاريخي؛ لكونه الأنسبَ لتناول الأحداث التاريخية والحضارية لتطوير منطقة جبل عمر، وعرضها بشكلٍ متسلسلٍ ومتتابع، وخلصت إلى عدة نتائج أهمها: أن جبلَ عمرَ أصبح ذا أهميةٍ استراتيجيةٍ بعد توسِعة المسجد الحرام، التي أجريت في عام 1409هـ/1988م، حيث أصبح الجبلُ من أقرب المعالم إلى الحَرَم من الجهةِ الغربيةِ، ومتصلاً به بشكل مباشر، فأتى المشروع ليتحقق من خلاله الأصالة والمعاصرة في الحفاظ على الطابَع المعماري التقليدي، وتأمين مرافق عامة، وخدمات خاصة تتناسب مع الأهمية، التي اكتسبها الجبل.