اتهم المؤرخون الأوربيون المسلمين عصر الحروب الصليبية بالعديد من الاتهامات، والتي كان منها اتهامهم بممارسة السحر ضد الصليبيين؛ بهدف إيذائهم والقضاء عليهم، وهذا البحث يعرض هذا الاتهام، مدعماً إياه بالعديد من النماذج، مثل: اتهام أم كربوغا بممارسة السحر، واتهام المسلمين بالسحر أثناء حصار بيت المقدس، واتهام صلاح الدين الأيوبي بالاستعانة بالسحرة، وكذلك اتهام المسلمين باستعمال السحر لجمع المعلومات عن الصليبيين، وقد قام البحث بتفنيد هذا الادعاء، موضحاً موقف الإسلام من السحر، ومدى كراهية المسلمين للسحر والقائمين به، وطبيعة العقلية الأوربية في العصور الوسطى، وكذلك ممارسة الأوربيين أنفسهم للسحر والشعوذة، وأخيراً صورة المسلمين في أذهان الأوربيين، وقد توصلت إلى عدد من النتائج، من أهمها: أن الغرب الأوربي – وقت خروج الحملات الصليبية إلى الشرق – لم يكن يعرف عن المسلمين وعقيدتهم إلا القليل، وهذه المعلومات كانت في مجملها مغلوطة وغير دقيقة، كشفت الدراسة عن أن اتهام المسلمين بالسحر، كان إحدى الوسائل التي استخدمها الصليبيبون لتبرير وحشيتهم تجاه المسلمين في الشرق، وإسالة دماء الأبرياء، ظهر من خلال الدراسة أن أم كربوغا، التي وصفها الأوربيون بأنها كانت ساحرة، لم تكن سوى شخصية وهمية مختلقة، كما أن الحوار الذي دار بينها وبين كربوغا لا أساس له، توصلت الدراسة إلى أن غرض الكنيسة من منع تداول رواية استعانة صلاح الدين الأيوبي بالساحرة، لا يرجع إلى عدم تصديقهم لها، وإنما رأت أن نشر مثل هذه القصص ضرره يعود على الصليبيين أكثر من نفعه، خاصة أن الكيان الصليبي كان يحتاج إلى دعم بشري مستمر، وبالتالي ليس في حاجة إلى مثل هذه القصص التي تثير المخاوف في نفوس الصليبيين، وتمنع الأوربيين من الذهاب إلى الشرق.