يهدف البحث إلي دراسة موقف القبائل الليبية تجاه الاحتلال الاغريقي لها, حيث تباينت مواقفها ما بين تعاون وود في عهد باتوس الأول, وتحول الود إلي عداء بداية من عهد باتوس الثاني وحتي نهاية الاحتلال, وبيان دور مصر والفرس وقرطاجة في مواجهة القبائل الليبية للاغريق, وتوضيح دور قبائل المكاي في وقوفها ضد محاولة دوريوس الاسبرطي تأسيس مستوطنة اغريقية بالقرب منها, وبيان محاضرة قبائل النسامونيس لمدينة يوسبيريدس, ودراسة موقف قبائل النسامونيس والمكاي وقرطاجة من محاولات حكام سيراكوزة والاسبرطي ثيبرون في السيطرة علي المناطق الليبية، وقد توصل البحث إلى عدة نتائج من أهمها: أن موقف القبائل الليبية من وجود الإغريق في مناطقهم كان وديًا في بداية الأمر، حيث رحبت القبائل الليبية بهم مثل قبائل الجيليجماي وقبائل الأسبوستاي بل نجد أن الإغريق تزوجوا من النساء الليبيات وتعلموا ركوب الخيل منهم، واستمرت العلاقات الودية بينهما منذ وجودهم في قوريني وغيرها حتى عهد باتوس الأول، أوضحت الدراسة أن الإغريق عملوا على جلب العديد من المهاجرين الإغريق لتقوية نفوذهم بالمنطقة، واحتكروا نبات السلفيوم ذو الأهمية للقبائل الليبية واستولوا على أراضيهم، مما نتج عنه ترك القبائل الليبية مواطنها الأصلية، ومن ثم تغير موقفها من الاحتلال الإغريقي إلى العداء، نجد أن القبائل الليبية طلبت المساعدة من المصريين في صراعها مع الإغريق في عهد الملك المصري إبريس، ورغم هزيمة القبائل الليبية والمصريين في معركة إيراسا في عهد الملك باتوس الثاني، والذي كان يناصر العداء للقبائل الليبية بشكل واضح, أوضحت تلك المعركة للإغريق أن القبائل الليبية لن تغض الطرف عن وجودها.