يهدف هذا البحث إلى التعريف بما لا يعتد به في الدرس النحويَّ، وبيان حقيقته، والداعي إليه، وموقف النحويين منه، وتوضيح أثره في إطلاق الأحكام النحويَّة وتعليلها، وإظهار أهمية ما لا يعتد به في عرضها ومناقشتها، وجمع مسائله، وحصر مواضعه، والكشف عن صوره المتنوعة وأنماطه المختلفة، والتي منها: ترك الاعتداد بالحركة، أو الساكن، أو بعض الكلمة، أو الحرف، أو الصيغة،
أو الفاصل... وتوضيح الأسباب التي أدت إلى القول بما لا يعتد به عند النحويين، وإبراز دوره في توجيه القراءات القرآنية الكريمة والأحاديث النبويَّة الشريفة وكلام العرب نثرًا ونظمًا، ومدى التعويل عليه في الاحتجاج لهذا المذهب أو ذاك، أو الاستدلال به؛ وذلك من خلال ما وقفت عليه الدراسة من استقراء كلامهم ومطالعة مصنفاتهم؛ للاستفادة من الجهود التي أثروا به هذه الظاهرة بما قدموا من مادة علميَّة خصبة تساعد البحث والباحثة على القيام بدراستها وفهمها، وتناولها من جوانبها المتنوعة؛ لبيان قيمتها، والوقوف على فائدتها، والحاجة الماسة إليها في بيان الأوجه الإعرابيَّة وتفسير لغات العرب المختلفة، وتخريجها. جاء هذا البحث في مقدمة ومبحثين: المبحث الأول: (ما لا يعتد به، وموقف النحويين منه)، وفيه ثلاثة مطالب: المطلب الأول: (حقيقة ما لا يعتد به، وصوره)، المطلب الثاني: (التأصيل لما لا يعتد به، وموقف النحويين منه)، المطلب الثالث: (أهمية ما لا يعتد به، وأسبابه)، المبحث الثاني: (مواضع ما لا يعتد به عند النحويين)، واشتمل على ثلاثة مطالب: المطلب الأول: ما لا يعتد به في الأسماء، المطلب الثاني: ما لا يعتد به في الأفعال، المطلب الثالث:
ما لا يعتد به في الحروف، وخاتمة فيها أهمُ ما انتهى إليه البحث من نتائج.