هذا بحث قمت فيه بذكر ما اختاره الآمدي من ابتداءات لأبي تمام والبحتري في هذين المعنيين، ثم قمت بالدراسة، والشرح, والتحليل، والتعقيب على الأحكام النقدية التي أطلقها الآمدي عليهما، وذلك لأنها لم تعلل هي ولا غيرها من الأحكام التي أوردها في بقية باب الموازنة التفصيلية التي أقامها بين الشاعرين، وقد وقع اختياري على هذين المعنيين، لأنهما أول باب الموازنة فضلا على ذلك فإنه أكبر الأبواب التي وردت في الكتاب، وهو يتطلب دراسة أوسع وأشمل لا يتحملها هذا البحث؛ هذا وقد قسمت موضوع هذا البحث إلى مبحثين، تسبقهما مقدمة، وتعقبهما خاتمة، وفهرس للمصادر والمراجع، وفهرس للموضوعات، وقد اعتمدت في دراسة هذا الموضوع على المنهج التحليلي البلاغي الذي يغوص في أعماق النص وجزئياته محاولا الوقوف من خلاله على  بيان السبب  الذي جعل الآمدي  يحكم على بعض الابتداءات  بالجودة، وبعضها الآخر بالرداءة، وقد راعيت في هذا المنهج عدة أمور: أولا- عرض أبيات ابتداءات أبي تمام أولا، ثم عرض حكم الآمدي على كل ابتداء منها، ثم تعليق البحث عليها، ثم عرض أبيات ابتداءات البحتري، وبيان حكم الآمدي عليها، ثم تعليق البحث عليها، ثانيا- قمت بتخريج الأبيات محل الدراسة من  ديواني الشاعرين، ثالثا- وزانت بين ابتداءات أبي تمام نفسها، كما وازنت بين البحتري نفسها، وذلك أثناء الشرح والتحليل، ثم قمت بموازنة بين ابتداء أبي تمام والبحتري مبينا الفروق البلاغية التي جعلت الآمدي يعلي شأن ابتداء على آخر.