تَعرَّض الدكتور شوقي ضيف في كتابه ( البلاغة تطور وتاريخ) لنقد الإمام السكاكي انتقادًا لاذعًا، فقد وصف كتابه مفتاح العلوم بالتعقيد والجمود، ووصمه بكثير من المثالب والعيوب منها: ركاكة الأسلوب وفساد الذوق، ولاشك أن صدور مثل هذا النقد اللاذع من قيمة علمية ونقدية كالدكتور شوقي ضيف،  كان له أثر بالغ وصدى كبير على السكاكي ومفتاحه، وإقبال الناس على قرائته وإقرائه، فلم يسلم السكاكي من اللوم والنقد على مر السنين دون تثبت أو تحقيق؛ من أجل ذلك تعقبت واستقصيت في هذا البحث نقدات الدكتورشوقي ضيف للإمام السكاكي، محاولًا رصدها وتحليلها ومناقشتها مناقشة علمية موضوعية، ومقارنتها بما هو كائن في منجز السكاكي البلاغي: مفتاح العلوم؛ لأستكشف من خلاله إلى أي مدى كان الدكتور شوقي ضيف مقسطًا في نقده، ومعتمدًا على منهج علمي قائم على البينات والبراهين، أم أن حكمه كان مبنيًا على استقراء ناقص لا يصح من خلاله إطلاق الأحكام العامة على السكاكي وكتابه، وقد اقتضت طبيعة البحث أن يكون معتمدًا على  المنهج التحليلي النقدي، كما تَطلَّب أيضا أن يكون في مقدمة، وتمهيد، ومبحثين، وخاتمة، المقدمة: تحدثت فيها عن موضوع البحث والفكرة التي يقوم عليها بإيجاز، وسر اختياره، ومنهجه وخطته، أما التمهيد فقد احتوى على ثلاثة مطالب: المطلب الأول: السكاكي ومنهجه في كتاب مفتاح العلوم، المطلب الثاني: شوقي ضيف وتقييمه للمنجز البلاغي للسكاكي، المطلب الثالث: التعريف بمفهوم نقد النقد، المبحث الأول: نقد شوقي ضيف للسكاكي بسبب التعقيد والجمود (عرض، وتحليل، ونقد) المبحث الثاني: نقد شوقي ضيف للسكاكي بسبب فساد الذوق (عرض، وتحليل، ونقد) ثم الخاتمة: ورصدت فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج وما اقترحته من توصيات.