يهدف البحث إلى كشف أسرار التوكيد في النظم القرآني التي جاءت رعاية لحال المعنى، واهتماما بشأن الخبر، وتوضيح الأسرار البلاغية الكامنة من وراء ذلك التوكيد، وللإجابة عن إشكالات وأسئلة بحثية تطرح نفسها، لم اشتملت هذه الآيات على عدد من المؤكدات مع أن المخاطَب بها ليس شاكا ولا منكرا، ولا يمكن أن يقدر فيه تلك المنزلة؟ وما هي المقامات التي وردت فيها هذه المؤكدات؟ ولم استدعت هذه المقامات التوكيد فيها؟ وما السر البلاغي من وراء ذلك؟ وكيف تعانق التوكيد مع السياق كله في تجلية المعنى وفي توضيح الغرض؟ واقتضت الإجابة عن هذه الأسئلة أن يقسم البحث إلى ثلاثة مباحث: الأول: مراعاة حال المعنى في سياق خطاب الله لأنبيائه ورسله. الثاني: مراعاة حال المعنى في سياق خطاب الأنبياء والرسل الله. الثالث: مراعاة حال المعنى في سياق خطاب المؤمنين المصدقين لبعضهم. كل مبحث منهم يضم عدة مقامات، ويحوي عددا من الآيات، متبعا في دراسة الخطة المنهج الوصفي التحليلي لبيان أن حال المعنى من الأحوال التي يجب مراعاتها عند إنشاء الخطاب، والتنبه لها عند الوقوف على أسرار الكلام؛ ولبيان كيف كانت مراعاة تلك الحال سببا في بنية الخطاب وتشكيله، وتكوين النظم وتأليفه؛ فضلا عن بيان ما اشتملت عليه هذه الآيات من خصائص بلاغية، وأسرار بيانية، ساعدت في إبراز حال المعنى، وبيان مقتضى التوكيد فيه، كما كشفت عن قيمة العناية بالأخبار في هذه الآيات من خلال التعرف على السياق والمقام وقرائن الأحوال.