تُحاول هذه الدراسة مراجعة القراءات النقدية التي تناولت الأعمال الروائية السعودية خلال السنوات الأخيرة، وخاصة في المدة التي شهدت طفرة هائلة في إنتاج الروايات السعودية في مطلع التسعينات الميلادية وما بعدها، وتحاول هذه المقاربة النقدية الإفادة من معطيات نظرية التلقي للكشف عن تطور القراءات النقدية للأدب السعودي المعاصر، وخاصة ما يتعلق بالنقد الروائي، واستكناه جماليات هذه القراءات، كما تتعمق الدراسة في موقف المتلقي من هذه الأعمال الأدبية، وما إذا كانت وافقت أفق توقعاته، أو كسرتها، وهكذا يمكننا أن نستخلص عدداً من الملاحظات حول القراءات الناقدة للرواية السعودية، حيث اخترقت بعض الروايات الإبداعية السعودية سقف التوقعات، متجاوزة أفق الانتظار، ومبشرة بجيلٍ جديدٍ من الروائيين الذين تجاوزوا المجتمع المحلي إلى مجتمعات أخرى، بدت هي أيضاً معجبة بهذه الأعمال المدوي، فيما تتصادم بعض القراءات مع هذه الأعمال الإبداعية محاولة الحط من قدرها، لكنها كثيراً ما تعترف بصمودها، خاصة وسط الاحتفاء الجماهيري الكبير، وفي المقابل تحاول قراءات أخرى أن تكشف عن عددٍ من الأفكار والمضامين الجديدة التي كشفت عنها هذه الروايات، ومن ذلك هيمنة الأنا المؤنث على الخطاب الراوي كما الخطاب المروي، والحديث عن سطوة وتسلط الرجل في مجتمع ذكوري، بالإضافة إلى الحديث عن القبحيات في مجتمع ينشد المثالية، أو يظن أنه لا مثيل له، وله خصوصية تميزه عن غيره من المجتمعات، كما كشفت هذه الدراسة عن جماليات التأثير والتلقي في الرواية السعودية الحديثة، حيث اتضح أن قدرة الروائي على الصياغة الفنية القائمة على الإفادة من إمكانيات اللغة وتفجيرها، وإعادة منحها بعداً جمالياً جديداً يواكب المرحلة الجديدة التي يعيشها المجتمع السعودي الحديث.