تقوم الدراسة على معرفة حياة الشاعر المغمور المعوج الرقي، وإبداعه الشعري، وأثره في شعر أبي الطيب المتنبي، والوقوف على ملامح الموافقات بين الشاعرين، والتأثر الذي عدّه بعض النقاد بالسرقة والانتهاب والتجنّي على المتنبي؛ على الرغم من قيام العملية الإبداعية والابتكارية على أثر السابقين في كل العلوم المعرفية واللسانية؛ وانطلاقا من هذه القاعدة المسلم بها، تكشف الدراسة عن ملامح التأثير والتأثر للشاعر المتنبي، من خلال التأثر في اللفظ والمعنى معا، وفي المعنى فقط، مع الاتفاق في الغرض الشعري واختلافه، فوقفت الدراسة موقفا متأملا بين قولي الشاعرين؛ لتنظر الأسرار الفنية التي اعتمد عليها الشاعران مع موازنة؛ تكشف السابق من اللاحق، وإبراز الأسس الجمالية التي اعتمد عليها المتنبي في موافقاته وتأثره بالمعوج الرقي بعيدا عن السرقة؛ وذلك من خلال المعاني والألفاظ؛ التي اكتسبها بحكم البيئة والأثر الناجم عن اطلاعه الواسع بالمعوج الرقي، وغيره من الشعراء، وإلمامه بثقافة عصره، هذا فضلا عن دربة المتنبي، وموهبته، وحذقه، ومهاراته الفنية، وتوظيفها في تجاربه الشعرية المتنوعة، والمتنوعة، وقد اعتمد الباحث في الدراسة على منهج الموازنة بين الشاعرين؛ من خلال أبيات المتنبي التي جاءت موافقة مع أبيات المعوج الرقي، وهذا المنهج الذي يفيد من كافة المناهج النقدية القديمة والحديثة؛ للوقوف على بعض النتائج المرجوة من البحث؛ حيث أفاد من المنهج التاريخي في التعرف على نشأة الشاعرين، وتأثر اللاحق بالسابق، بالإضافة إلى الاتجاه النفسي وأثره على عملية الإبداع، والمنهج الفني في الوقوف على أسرار الإبداع الفني لدى الشاعرين في تشكيل تجاربهما؛ بالإضافة إلى المناهج النقدية الحديثة الممثلة في البنيوية والأسلوبية، التي تسهم في الوصول إلى عمق النص وفهم مغاليقه، وهذه المناهج تتضافر فيما بينها لإضاءة النص من الداخل والخارج.