تعد العلاقات بين مصر والحبشة من أعقد العلاقات, وهناک العديد من الروابط التي تربط البلدين أهمها الرابطة الجغرافية أو نهر النيل شريان الحياة بالنسبة لمصر, ولقد اهتم الخلفاء الفاطميون بالنيل وأقاموا له المقاييس وحرصوا على تتبع مجراه ومعرفة مدى الزيادة أو النقصان في مستوى الفيضان, وأرسلوا البطارکة المصريين إلى الأحباش کلما أرادت الحبشة أن تعيق مجرى النيل أو تحاول بناء سد عليه لمنع وصول الماء إلى مصر, ونجح البطارکة في مهامهم التي أرسلوا من أجلها بفضل المکانة الدينية التي تمتع بها البطارکة والمصريون في نفوس الأحباش, وبفضل ما تتمتع به الکنيسة المصرية من سلطة في الحبشة أعطتها الحق في تعيين مطران مصري لکنيسة الحبشة واعتز الأحباش بالرابطة الدينية التي تربطهم بالکنيسة المصرية, وتمتع المطران المصري بمکانة کبيرة في الحبشة وسلطة واسعة جعلته صاحب الحق في تتويج الملک أو عزله, ولذلک حرص الأحباش على کسب رضاء الفاطميين, فالعلاقات بين الفاطميين والأحباش کانت دية وطيبة في أغلب تاريخ الفاطميين, وإن شابتها فترات من الخلاف أو التوتر إلا أن مصر ظلت دائماً صاحبة المکانة السامية بفضل نيلها وما اتسم به أهلها من المسامحة والمسالمة.
The relations between Egypt and Abyssinia are among the most complex, and there are many ties that link the two countries, the most important of which is the geographical link or the Nile River, the lifeblood of Egypt. The Egyptians went to the Abyssinians whenever Abyssinia wanted to obstruct the course of the Nile or tried to build a dam on it to prevent the water from reaching Egypt. Abyssinia gave it the right to appoint an Egyptian bishop for the Abyssinian Church, and the Ethiopians cherished the religious bond that linked them to the Egyptian church. And goodness in most of the history of the Fatimids, and if it was marred by periods of disagreement or tension, Egypt has always been the owner of a high position thanks to its victory and the characteristics of its people For forgiveness and peace.