فالمفارقة من المصطلحات التي عني بها النقاد في الدراسات الحديثة؛ لما لها من حضور بارز في تجربة الشعر العربي الحديث، ولها رصيد في تراثنا العربي القديم، والمفارقة لا تنفصم عن غيرها من الظواهر الفنية في القصيدة العربية الحديثة بل " تظهر من خلال امتزاجها ببعض الظواهر الشعرية فتراها في مستوى الانزياح، وتارة في التضاد، وتارة في الغموض      وهذا البحث يطرح عدة أسئلة سأحاول الإجابة عنها خلال هذه الدراسة وهي : ما مفهوم المفارقة في اللغة والاصطلاح؟ وما آراء النقاد القدامى والمحدثين فيها؟ وما أنواع المفارقة؟ وما أثرها في بناء التجربة الشعرية؟ وکيف استطاع الشاعر أن يوظفها في بناء قصيدته؟     وقد اقتضت طبيعة الدراسة تقسيم هذا البحث إلى تمهيد وثلاثة مباحث جاءت على النحو التالي: التمهيد: وشمل الحديث عن الدراسات السابقة التي تناولت الحديث عن المفارقة بإيجاز شديد، وألقيت الضوء على الشاعر. المبحث الأول: مفهوم المفارقة في اللغة و الاصطلاح، ورؤية النقاد الغربيين لها. المبحث الثاني: المفارقة في النقد العربي القديم . المبحث الثالث: صور المفارقة في شعر صالح الشرنوبي ويشتمل على: 1ــــ المفارقة اللفظية 2ــــ المفارقة التصويرية 3ــــ المفارقة النغمية 4ــــ المفارقة المبنية على تجاهل العارف