تهدف هذا الدراسة إلى تناول مصدرٍ هامٍ من مصادر البحث التاريخي ألا وهو المراسيم السلطانية الصادرة لمکة المکرمة خلال العصر المملوکي والتي تعد سجلاً حافلاً من خلاله يمکن الوقوف على الکثير من المعلومات والحقائق حول سياسة السُلطة بمصر تجاه مکة المکرمة ـ التي کانت من المناطق التابعة لها آنذاک ـ في مختلف النواحي السياسية والدينية والإدارية والاقتصادية، کما تبين الدراسة مفهوم المراسيم والفئات التي تصدر بحقها المراسيم من خلال عرض لنماذج من مراسيم الأشراف، ومراسيم أصحاب الوظائف سواء الدينية أو الإدارية أو العسکرية؛ علاوة على ذلک المراسيم المتعلقة بالجانب التجاري، وقد ظهر ذلک جلياً في العصر المملوکي الثاني الذي شهد ازدهار جدة الميناء الرئيس لمکة المکرمة وازدياد أهميتها؛ حيث أصبحت جدة تحقق عوائد مالية للدولة المملوکية، کما تبين الدراسة الخلع المصاحبة للمراسيم، وکيفية إعلان هذه المراسيم، وکيفية استقبال حامل المرسوم، واعتمدت الباحثة  في هذه الدراسة على المنهجية التاريخية القائمة على جمع المادة العلمية من مصادرها الأصلية وتحليلها، وکان من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة بيان أهمية المراسيم السلطانية باعتبارها مصدر تاريخي موثوق لصدورها عن السلطان أو من ينوب عنه، کما يمکن الوقوف من خلاله على الکثير من الجوانب في مکة المکرمة خلال العصر المملوکي.