تعد البلاغة العربية أهم علوم اللغة العربية ؛ فهي تجمع بين العلوم اللسانية والإنسانية؛ تهتم بمشاعر الإنسان ، ومکنونات نفسه وکيفية إخراجها بأکثر من طريقة ، ويعد تراسل الحواس إحدى هذه الطرق؛ وقد عالج البحث الذى بين أيدينا قضية من أهم القضايا البلاغية، فکثيرا ما نرى السطو على تراثنا الأدبي واللغوي، ونسبة کل ما هو ذا قيمة إلى الغرب، وهذا ما حدث بالفعل مع قضية تراسل الحواس؛ فقد نسبها الرمزيون إلى أنفسهم وتجاهلوا کل ما ورد منها في البلاغة العربية، وقد عرض البحث تأصيل لتراسل الحواس في اللغة العربية، ومن خلال عرض وتحليل بعض شواهد لتراسل الحواس في القرآن الکريم والحديث النبوي الشريف مبينة فيها مکانة هذا الفن ، وأثره في التأثير فى النفس البشرية واستخراج مکنوناتها تحققنا من وجود صورة هذا الفن البلاغي منذ القدم، ولما کان الشعر ديوان العرب عرض البحث شواهد من تراسل الحواس في الشعر العربي القديم مبيناً أثر هذا الفن في هذه الأشعار ، ولدور الموازنات في عرض مثل هذه القضايا وما تترکه من أثر قوى في نفس السامع عرض البحث موازنات لتراسل الحواس بين الشعر العربي القديم والشعر العربي الحديث، وعرض موازنات بين شعر منح تراسل الحواس وشعر حُرم من هذه المنحة ، وفى أثناء عرض هذه الشواهد والموازنات تبينا جمال هذا الأسلوب وطاقاته الإبداعية في عرض المعاني وتأثيرها على النفس البشرية ؛ لنتوصل إلى وجود مضمون الفن في البلاغة العربية منذ القدم وإن لم يُعرف المصطلح سوى في العصر الحديث.