يتجه هذا البحث إلى دراسة أثر الصحراء في رواية "أيام الماعز" على العناصر الفنية والبنائية فيها وذلک بوصفها مکوناً أساسا للفضاء الروائي في هذا النص، موضحاً ذلک من خلال تحليله لطريقة تقديم الصحراء لغوياً، وعلاقة ذلک بموضوع الرواية، کما يدرس الصلة بين الفضاء الصحراوي وتقنية التزمين التي لجأ لها الکاتب حين استعان بالشکل الدائري لتقديم الأحداث زمنياً، وکيف أن ذلک جعله يستعين ببعض الشخصيات الصحراوية النمطية في رسمها، التي ساعدت هي الأخرى على تسيير أحداث الرواية في کل من المتن الحکائي الذي يشبه تماما حدوثها في الواقع، وفي المبنى الحکائي الذي تبناه الکاتب في تقديم أحداث روايته حين بدأ بالسجن وانطلق للصحراء ثم عاد قافلاً إلى السجن مرة أخرى في تصاعد زمن دائري يشي بالضدية بين بيئة الصحراء وبيئة السجن، ويرسم المفارقة والضدية في المعنى الدلالي للحرية التي وجدها في السجن المغلق، وفي المعنى الدلالي للاستعباد الذي وجده في بيئة الصحراء المفتوحة.