يُعالج هذا البحث الملامح الفنية والجمالية في شعر «الحارث بن خالد المخزومي» وذلک من خلال عرض دقيق لموضوعات شعره الذي هبت علينا نسائمه من أفياء عصر زاهر فيه عاش الحارث، وذاع صيته بين أقرانه.         کما يوضح مواطن الالتقاء بين الشاعر ومعاصريه، ومن أبرزهم «عمر بن أبي ربيعة» الذي التقى معه شاعرنا في کثير من صور الغزل والعشق وتصوير المشاعر والأحاسيس.         ولقد تکفل البحث بعقد موازنات فنية بين الحارث وغيره من شعراء العربية، تميزه تارة، وتنصف غيره عليه تارة أخرى، کلما اقتضى المقام ذلک، وتطلبته عناصر الموازنة.         ولعل الغزل والوقوف على أطلال الأحبة هما أبرز ما يميز شعر الحارث ويلفت الأنظار إليه؛ لأن کليهما حاز الجانب الذکر في شعره، فأکثر فيهما وأبدع، واختلطا بعصبه ودمه وعواطفه وأحاسيسه، وشارک أقرانه بعض صوره وتفرد بالبعض الآخر وتأثرَ وأثر، وغير ذلک.         وفي البحث وصفحاته دليل وتعليل مصحوب بالشرح والتحليل على کل ذلک، کما أنه إبرز لمواطن الفن وأسرار الجمال اللفظي والتعبيري، والوقوف على فرائد المعاني وروائع التصوير والخيال عند «الحارث بن خالد المخزومي» محل الدراسة.