يدور هذا البحث حول ظاهرة من ظواهر الدرس الصوتي، تعد من صميم علم الأصوات الوظيفي أو الفونولوجيا، هي ظاهرة الإبدال بين الصوائت القصيرة، التي تندرج تحت ما يسمى في دراسات المحدثين بالإحلال الصوتي (Replacement)، وهي تعني إحلال صائت قصير محل آخر في الکلمة الواحدة، ويترتب على ذلک نوعان من الإحلال تتعرض لهما الکلمة، أحدهما: إحلال بين الصوائت القصيرة لا يصاحبه تغير في الدلالة، والآخر: إحلال بين الصوائت القصيرة يصاحبه تغير في الدلالة، وهذا النوع هو ما ينضوي تحته هذه الدراسة، فلما کان للإحلال بين الصوائت القصيرة  أثر بارز في تغيير الدلالة في الأسماء والأفعال، آثرت دراسته لرصد هذا الأثر، ورأيت اختيار نموذج للدراسة والبحث فوقع اختياري على مؤلَف من مؤلفات شهاب الدين القسطلاني له علاقة  بالمصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الکريم وهي السنة النبوية الشريفة، ألا وهو" کتاب إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري" واخترت للبحث عنوان "الأثر الدلالي للإحلال بين الصوائت القصيرة في ضوء أقوال القسطلاني في کتابه إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري".      فتناولت في بداية البحث التعريف بشهاب الدين القسطلاني وکتابه "إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري"، ثم تناولت الحديث عن الصوائت القصيرة، وبعد ذلک تناولت الحديث عن الأثر الدلالي للإحلال بين الفتح والکسر، والفتح والضم، والکسر والضم في ضوء أقوال القسطلاني في کتابه إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ثم أتبعت ذلک بخاتمة للبحث ذکرت فيها أهم النتائج التي توصل إليها البحث.