يعد المفعول به أهم أحد متعلقات الفعل، إن لم يکن أهمها نظرًا لقربه منه، حيث يأتي في المرتبة التالية للفاعل مباشرة، وقد يتعاوره الحذف والذکر باعتبار المقام الذي سيق من أجله، والسياق الذي ورد فيه، وتناولته هذه الدراسة من حيث حذفه، وصور ذلک الحذف، وأغراضه، وفوائده، وأسراره.         وقد اشتملت هذه الدراسة على مقدمة ذکرت فيها أهمية هذا الموضوع، وأسباب اختياره، والدراسات السابقة، وأهم الصعوبات التي واجهتني فيه، والمنهج الذي اتبعته في دراسته، والهيکل الذي جاء البحث في صورته، ثم تمهيد، ومبحثين، وخاتمة.        أما التمهيد: فقد تناولت فيه التعريف بهذين البلاغيّين الکبيرين: عبد القاهر الجرجاني والخطيب القزويني، ثم التعريف بالمفعول به.         وأما المبحث الأول: فهو بعنوان "المفعول غير مقصود، وحذفه ليس على نية التقدير"، وقد أوضحتُ فيه المراد من عدم قصد المفعول، وکون حذفه ليس على نية التقدير لدى کلٍّ من هذين البلاغيّين، وذلک بأن يکون غرض المتکلم هو إثبات المعنى في نفسه للفاعل على الإطلاق، أو نفيه عنه، من غير اعتبار تعلقه بالمفعول، کما أوضحت ما اتفق فيه الخطيب مع عبد القاهر في هذا الأمر وما اختلف معه فيه، مع بيان الرأي الراجح منهما.         وأما المبحث الثاني: فهو بعنوان "المفعول مقصود، وحذفه على نية التقدير"، وقد بَيَّنْتُ فيه المراد من کون المفعول مقصودًا، وکون حذفه على نية التقدير لدى  کلٍّ من هذين البلاغيّين أيضًا، وذلک بأن يکون للفعل المتعدي مفعول مقصود، إلا أنه يحذف من اللفظ لوجود ما يدل عليه، ويکون على نية التقدير، کما تناولت فيه الأغراض البلاغية التي اتفقا في ذکرها لهذا النوع من الحذف، والأغراض التي انفرد بها الخطيب ولم يذکرها عبد القاهر، کل ذلک مع بيان ما اتفقا عليه وما اختلفا فيه في توجيه الشواهد التي وردت لدى کلٍّ منهما، هذا بالإضافة إلى بيان ما ذکره البعض من اعتراض الشيخ/ محمد الطاهر بن عاشور على أئمة المعاني بشأن ذکر مفعول المشيئة إذا کان أمرًا بديعًا غريبًا.             وأما الخاتمة: فقد سجلت فيها أهم النتائج والتوصيات التي تَوَصَّلَ إليها البحث، ثم ذيلت هذه الدراسة بثَبَتٍ للمصادر والمراجع التي تم الرجوع إليها، والاستفادة منها، ثم بمَسْرَد للموضوعات التي تناولها البحث.