تميزت منطقة آسيا الوسطى بتنوع مخططات العمائر الجنائزية عن مثيلتها في بلاد المشرق الإسلامي ما بين أضرحة مستقلة بذاتها (گور خانه) وأضرحة تكوينها المعماري يتكون من حجرة دفن وحجرة الزيارة ( گور خانه – زيارة خانه)، وأضرحة تتكون من ( گور خانه – زيارة خانه ملحقا بمسجد أو خانقاة)، كل تلك المخططات يعد انعكاساً للابتكارات والتقاليد المعمارية لمدينة بخارى ويشهد ببراعة وتفوق المعماريين والفنانين، وأنهم على درجة عالية من المهارة في تطويع المنشآت المعمارية مع طبيعة البيئة في منطقة آسيا الوسطى، كذلك مدى التنوع في الوحدات المعمارية والزخرفية،فقد تناول العديد من الباحثين عمارة الأضرحة في آسيا الوسطى خاصة في سمرقند وخيوه وخوقند، لكن لم تكن هناك دراسة مفصلة لمخططات عمارة الأضرحة في بخارى خلال الفترة (8هـ/ 14م)، لذلك سوف ألقي الضوء على نماذج مختارة للأضرحة في تلك الفترة من خلال نموذجين هما ضريح بويان قولي خان ( 760 هـ / 1358م)،ضريح سيف الدين البوخرزي (761 هـ / 1359 م).
   تهدف الدراسة إلى معرفة طرز التخطيط والعناصر المعمارية والزخرفية للعمارة الجنائزية، ومقارنتها وربطها مع المدن الأخرى في الفترة المعاصرة والسابقة في المدن الأخرى من جمهورية أوزبكستان، محاولة معرفة أهم العوامل التي أثرت على مخططات العمائر بأنواعها، وملائمة ظروف البيئة للعوامل التي تتحكم في بنائها، كذلك الربط بين المنشآت المعمارية والحالة السياسية والعلمية والفنية بمدينة بخارى، والتعرف على السمات المعمارية من خلال دراسة الأساليب المعمارية ومعرفة أهم العناصر المعمارية للمجموعة موضوع الدراسة والوقوف على الأساليب الفنية والعناصر الزخرفية وربطها بالحالة الفنية الموجودة في تلك الفترة مع دراسة النقوش الكتابية المسجلة على الأضرحة وتحليلها والوصول من خلالها إلى معلومات جديدة.
وقع اختياري على هذين الضريحين للدراسة وذلك بما يمتازان به من اكتمال وحداتهما وعناصرهما المعمارية والزخرفية، بالإضافة إلى ما تضمهما من معالجات معمارية عكست براعة المعمار المسلم في بخارى في التعامل والتكيف مع العوامل المحيطة به لاسيما العوامل البيئية والدينية والوظيفية الخاصة بالمنشأتين موضوع الدراسة، وقد اتبعت في دراستي المنهج العلمي الوصفي التحليلي المقارن.