ملخص لعبت الملاحة البحرية دورًا کبيرًا في ربط الخليج العربي بشرق أفريقيا حيث کانت الوسيلة الوحيدة قبل ظهور النقل الجوي، ونظرًا لخضوع بعض سواحل الخليج العربي للنفوذ البريطاني من خلال مرکز تحکمها بالبحرين، وکذلک لتواجد بريطانيا  تواجدًا کبيرًا في شرق أفريقيا بعد احتلالها لزنجبار، وکينيا، والصومال، وأوغندا، والسودان، فرضت بريطانيا حظرًا على حرکة الملاحة بين الخليج وأفريقيا خاصة السفن الشراعية، والمراکب الأهلية (الداو) بعد قيام الحرب العالمية الثانية لإجبارها على عدم  التعامل مع السواحل التي يحتلها  الإيطاليون في البحر الأحمر والصومال، خشية من نقل المواد البترولية إلى تلک السواحل، وکان لهذا الحظر أثره السلبي على حرکة التجارة بين الخليج وشرق أفريقيا والبحر الأحمر. لذا سيتناول هذا البحث عبر دراسة وثائقية هذه الإجراءات البريطانية وأثرها السلبي على عرب الخليج وشرق أفريقيا، ومنها توقف حرکة النقل والتجارة بين الجانبين، ومدى تضرر أصحاب السفن والتجار من هذه الإجراءات. ويستعرض التحذيرات التي أصدرتها بريطانيا لحکومات السواحل العربية في الخليج لمنع السفن من الاقتراب والتعامل مع السواحل الإيطالية في البحر الأحمر وشرق أفريقيا، ويتناول حملات التفتيش والمراقبة التي فرضتها بريطانيا لمراقبة سواحل الخليج العربي وأفريقيا. ويتناول أيضًا الاعتداءات الإيطالية على بعض سفن الخليج العربي وإغراقها قبالة سواحلها في شرق أفريقيا کذلک الاعتداءات الإيطالية على البحرين نتيجة رفض شرکة بابکو للمواد البترولية من تزويدها بالمواد التي تحتاجها، کما يستعرض أيضا اعتداء القوات البريطانية على سفينة إيرانية تعاونت مع الجانب الإيطالي في شرق أفريقيا. ثم يستعرض أثر هذا الحظر على عدد الحُجاج القادمين من شرق أفريقيا والبحر الأحمر.