الکلمة هي أول ما عُلّم آدم عليه السلام وهي بوابة المعرفة ، بها يبدأ البحث اللغوي وإليها ينتهي، وقد مثلت المرتکز الأول للدراسات اللغوية على جميع المستويات: الصرفية والنحوية والدلالية والمعجمية، ولا بد لأي باحث في الدرس الصرفي أو النحوي من أن يلج من بوابتها، فلا يخلو کتاب قديم أو حديث في الصرف أو النحو من أن يُفتتح بها.
والجملة هي العتبة الثانية التي يلج منها الباحثون في إي لغة، ولقد حدها القدامى والمحدثون بکثير من الحدود، ولا يزال الأخذ والرد في تحديد مفهومهما من القضايا اللغوية الشائکة التي يتوقف عندها الباحثون.
والمعرفة الإنسانية تراکمية وکلما جد عصر ظهرت مناهج دراسية جديدة يستفيد منها الباحثون في إعادة قراءات التراث اللغوي.
والتداولية منهج ظهر حديثا يعيد قراءة الظواهر اللغوية في ضوء الاستعمال، وقد اتسع تطبيقها على کثير من جوانب البحث اللغوي العربي.
والکلمة والجملة إحدى هذه المواضيع التي يمکن إعادة قراءتها بحسب هذا المنهج، وبحثنا هذا: (الکلمة والجملة بين والوضع والتداولية) ، يهدف منه الباحث إلى ما يأتي:
مناقشة حدود الکلمة والجملة في ضوء التراث النحوي.
ربط مفهوم الکلمة والجملة بالوضع والاستعمال اللغوي.
کشف معايير الجملة التداولية اعتمادا على القصدية وعناصر الاتصال اللغوي.
وقد اتخذ الباحث المنهج الوصفي في بحثه للوصول إلى أهم النتائج.