ملخص البحث       يتحدث هذا البحث عن العفة في الحب وصلتها بالجمال في أدب العصر العباسي الأول، وتطبيق ذلک على نصوص شعرية مأخوذة منه، لثلاثة شعراء عرفوا بالعفة في حبهم؛ هم العباس بن الأحنف (ت192ه)، وصَرِيْع الغَوَاني مُسْلم بن الوليد الأنصاري (ت208ه)، وأبو العتاهية (ت212ه). ومن المعروف أن ظاهرة الحب العفيف ـــ بمختلف مسمياته ـــ بدأت بالظهور في البيئة البدوية في الجاهلية، واشتدت بظهور الإسلام الذي هذَّب النفوس، ونقّاها، وطهّرها من شوائب المعصية والإثم، ثم بدأت کرةُ الحب هذه تکبر في العصر الأموي وتتدحرج حتى ضاق عنها الزمان والمکان، فغادرتهما، حتى وصلت إلى الحواضر في العصر العباسي، ولقيت فيه قلوباً رقيقة، ومشاعرَ نبيلة، وبيئةً خصبة، ورغبةً في المحاکاة، فاستقرت، وإن لم تَعُدْ بالقوة التي کانت عليها في العصر الأموي.      وسأتحدث في هذا البحث عن الحب العفيف وصلته بجمال المرأة، وسأبحث في أهم القضايا التي تثيرها هذه الصلة؛ کقضايا الحلال والحرام، والنکاح، والجمال، وسأفصل القول في هذه القضايا، وأؤيده بالشواهد الشعرية والنثرية من هذا العصر، ثم أختم البحث بتحليل قصيدة في العفة والجمال للشاعر صَرِيْع الغَوَاني، وسأرکز في هذا التحليل على مفهومي العفة والجمال، إن شاء الله.