هدفت الدراسة الراهنة  إلى التعرف على التصورات السائدة عن الجسد عند کل من الرجال والنساء فى المجتمع القروى  فى إطار النوع الاجتماعى وعلاقتها بثقافة الاستهلاک ، وتبنت الدراسة أراء کل من بيير بورديو فيما يخص البناءالاجتماعى للجسد، کما تمت الاستعانة بنظرية إرفنج جوفمان المتعلقة بتقديم الذات فى الحياة اليومية. واستخدمت الدراسة طريقة دراسة الحالة، والتى طبقت على عشرين حالة بواقع عشر حالات من النساء وعشر حالات من الرجال ممن قاموا أو يقومون بإجراء تحسينات لصورة أجسادهم فى ظل ثقافة الاستهلاک. کما تمت الاستعانة بطريقة السرد الإثنوجرافى. وتوصلت الدراسة لعدد من النتائج منها: وجود اختلاف بين التصور المثالى الذى يتبناه کل من النساء والرجال عن صورة الجسد وبين الصورة الواقعية التى يدرکونها عن أجسامهم. کما توصلت الدراسة إلى أن الجسد الذکوري مثله مثل الجسد الأنثوي يخضع هو الآخر للضوابط والرموز والتمثلات الاجتماعية التى تمثل أطرا ومحددات يتم من خلالها تشکيل صورة الجسد، کما أشارت النتائج إلى وجود عدة عوامل تدفع القرويين لتغيير صورة الجسد لديهم فى ظل عدد من الآليات والمظاهر التى تتضمنها ثقافة الاستهلاک، والتى يأتى فى مقدمتها دور الوسائط التکنولوجية ووسائل الإعلام وما تبثه من منتجات ثقافية تعمل على تسيلع الجسد وتشيؤه.