مر نهر النيل بالعديد من المراحل والتقلبات التي أثرت على الحياة الاجتماعية والسياسية والتاريخية في مصر، حيث کان لتطور فروع النيل الأثر الواضح في اختيار مواقع المدن والقرى والتجمعات السکنية بمنطقة دلتا النيل، کما أثر ذلک سلباً في تغيير مواقع بعض المدن والعواصم تبعا لتطور وتغير أفرع النيل عبر العصور. هذا بالإضافة إلى الدور الذي لعبه تطور ساحل البحر المتوسط فى تغير شکل الدلتا وأفرع النيل وأيضاً ظهور مدن جديدة واندثار مدن أخرى. وسوف يترکز البحث على إبراز مسار ودور فرع النيل البيلوزي خلال عصر الدولة الحديثة ، والذى يعد من أهم الفروع المندثرة لنهر النيل.
والفرع البيلوزى هو أحد الفروع الثلاثة الأساسية لنهر النيل لکنه فرع مندثر ، يقع مصبه في أقصى الشرق، وقد ذکره العديد من المؤرخين والجغرافيين في العصور الکلاسيکية، أما في العصور الوسطى فلم يرد ذکره. کان الفرع البيلوزى صالحا للملاحة حتى عام ٣٣٢ ق.م، عندما دخل الإسکندر مصر، حيث أدخل أسطوله من خلال الفرع