يعد منحى العولمة تجاه سياسة "القدر الصاهر" من أخطر ما يحوم بالثقافات العالمية بوجه عام – وإن کان أخطر تربصا بالثقافات العربية خاصةً– کما أثقل انتصار العولمة سياسيا کاهل التنوع الثقافي حتى کادت مهمة الهجين الثقافي، وکذا وجوده تبدو أفلاطونية إلى حد بعيد. وليس من المبالغة في شئ الزعم أن الوضع السوري الحالي ما هو إلا نتيجة تفاقم سياسات العولمة وتوغلها بعد أن سادت العالم بتولي الولايات المتحدة الأمريکية زمام الأمور کقوة أحادية، خلت لها الساحة العالمية إثر تفکک الاتحاد السوفيتي وانهيار معسکر الاشتراکية الشرقية، لتقوم بتفعيل سياسات الفوضى الخلاقة وخلق شرق أوسط جديد.
وعليه تدرس هذه الورقة البحثية إمکانية استمرارية الهوية المحلية والقومية عند اللاجئ السوري الذي تشتت تواجده بأرض عربية وأوروبية وذلک بالتعرض إلى نصوص/عروض مسرحية (عربية/ أوروبية/ مشترکة) أظهرت ممارسات أداء الهوية؛ من خلال "المنولوجات السورية" لمسرح عشتار ومشروع مسرح روتردام ري أکت لدمج اللاجئين بألمانيا وعرض المسرح الحي بأثينا (مسرح الشارع). وهنا يجدر الإشارة إلى أن البحث سيتعرض لفکرة الدمج بمستوييه المادي والاستعاري؛ من حيث دراسة الدمج ثقافيا – واقع اللاجئ الاجتماعي – وکذا تقنيا بدراسة أساليب دمج المتفرج في النص / العرض وهو ما يتصل باتجاهات المسرح الأوروبي في سنوات ما بعد الألفية.