سنتناول في هذه الدراسة التي تحمل عنوان "السمات الذاتية والازدواجية الثقافية في روايتي: "ابن الفقير" لمولود فرعون و"الطفل الأسود" لکمارا لاي" مقارنة بين الروايتين الفرانکفونيتين. سنلقي الضوء على أسلوب السيرة الذاتية الذي استخدمه الکاتبان في سرد الأحداث والذي مکن کل منهما من إبراز صورة الطفل في هذه المجتمعات الواقعة تحت الاستعمار الفرنسي آنذاک من ناحية، واکتشاف عادات وتقاليد هذه المجتمعات التي تتساوى في قدر التشابه والاختلاف، من ناحية أخرى. فقد رسم فرعون ولاي طريق صعود بطلي الروايتين اللذان يمثلان کل الأطفال الذين ينتمون لأسر فقيرة ومعدمة في تلک الحقبة. قام الکاتبان بالترکيز على ما واجه کل من البطلين من أوقات ومواقف شديدة الصعوبة، مثل: الفقر والجوع والشعور بالاغتراب... وبالرغم من کل هذه المعوقات، حارب کل منهما هذه الظروف وتمکن من التغلب عليها بواسطة الاهتمام بالتعليم. وفي هذا البحث، قمنا أيضًا بإلقاء الضوء على الازدواجية الثقافية التي ميزت العملين الأدبيين والتي عانى منها الکاتبان والتي لم تشکل، على الرغم من ذلک، عائقًا أمام نجاحهما في رحلة الارتقاء والصعود الاجتماعي.