القصة القصيرة "أنا لا أکذب ولکني أتجمل" (1975) للکاتب المصري احسان عبد القدوس، و رواية "جاتسبي العظيم" (1925) للکاتب الأمريکي ف سکوت فتزجيرالد منفصلتان انفصالا واسعا في الزمان و المکان، کما انهما تصوران مجتمعين و ثقافتين مختلفتين. و برغم ذلک کلتاهما تتعرضان لنفس المشکلات الاجتماعية العامة التي تتخطى حدود الزمان و المکان. بطلا العملين ينتميان للطبقة العاملة الفقيرة ولکنهما يحلمان بالترقي و القبول الاجتماعي. ولکن مجتمعاتهم الطبقية التي تحدد مکانة الفرد تبعا للمولد و المستوى الاقتصادي تجعلهم يرون فقرهم و انتمائهم للطبقة العاملة على انها "عورة" ولاخفاء هذة العورة والحصول على القبول الاجتماعي يبنيان لأنفسهما صورة سلعية زائفة. تقارن هذه الدراسة بين العملين مع الترکيز على تصويرهما للبطلين في عالم حديث مزقته ثقافة الاستهلاک والسوق. تعتمد الدراسة على دراسات في الأنثروبولوجيا و ثقافة المستهلک لتوضح انه برغم تأثرهما بالظروف الاجتماعية والتاريخية المحلية الخاصة بمجتمعاتهما الا أن البناء الذاتي للبطلين مدفوع بحاجة انسانية عامة وطبيعية للقبول الاجتماعي في عالم حديث تقوي النزعة الاستهلاکية فيه حلم الحراک الاجتماعي ومع ذلک تعيقه ايديولوجيات طبقية عميقة الجذور.