التَّوَحُّدِيُّون في نظرية الاعاقة:
دراسه مقارنة على نصوص شعرية مختارة للشعر التوحُّديِّ

تتناول هذه الدراسة الانماط المختلفة للمصابين بالتوحد وکذلک ردود أفعالهم المختلفة تجاه عملية التهميش والإهانة الدائمة والصادرة ممن يصفون أنفسهم بغالبية البشر الطبيعيين. طبقاً لنظرية الإعاقة يعاني التوحديون من العديد من الأعراض الغريبة، وبالتالي يمارس البشر الطبيعيون عليهم ضغوطاً شديدة، ويظهر ذلک من خلال تهميشهم الدائم، ونعتهم بالتأخر العقلي. والحقيقة أن هذه الأعراض قد تجعل التوحديين بالفعل أناساً مختلفين عن الغالبية العظمي من البشر ولکنها لا تجعلهم مصابين بالتأخر العقلي.
من خلال هذه الدراسة يستطيع القارئ التمييز بين نمطين من المصابين بالتوحد: الأول هو "التوحدي الطبيعي" والذي تمثله قصيدة "ضد المألوف" لدايفيد ميدزينيک وتتناول هذه القصيدة المأساة التي يعيشها الشاعر التوحدي نظراً لإحساسه باليأس وفقدان الأمل من المجتمع الذي دائماً ما يتعامل معه على أنه يعاني من التأخر العقلي، ولم يستطع تقبله بالرغم من انخراطه الکامل في المجتمع، ونجاحه إلي حد ما في علاج بعض أعراض التوحد بحيث أصبح شبيهاً إلي حد کبير بالإنسان الطبيعي.
من ناحية أخرى تتناول هذه الدراسة قصيدة "الکوب" للشاعر التوحدي تيتو ميخوبادهي، والتي تتناول شخصية "التوحدي الاصلي" من خلال الشاعر الذي رفض بشکل قاطع مجاراة المجتمع وعلاج أعراضه الغريبة، وبالرغم من ذلک فهو يشعر بالسعادة، ومصرّ على الاحتفاظ بکل سماته التوحدية التي تجعله هو الآخر عرضة للإهانة والتهميش.