أضحت تنمية رأس المال البشريّ من القضايا المُلِحّة؛ لتعزيز القدرات والکفاءات البشريّة بواسطة التعليم والتدريب المستمر، والتعليم الفنيّ يؤدي دورًا مهمًا في تنمية رأس المال البشريّ لمنتسبيه، ويُسهم في إعدادهم؛ کي يمثلوا في المستقبل قوة عاملة مؤهلة تعزز الإنتاجية الصناعيّة والخدمية.  وترکزت جهود تطوير هذا القطاع من التعليم في عدة من المجالات منها: التعليم المزدوج، ونظم الشراکة مع القطاع الخاص؛ لتعزيز الجانب المهاريّ، وتقليل الفجوة بين مواصفات الخريج ومتطلبات سوق العمل، وهدفت الدراسة إلى تحديد دور التعليم الفنيّ في تعزيز رأس المال البشريّ، وسوق العمل الحرفيّ عن طريق دراسة مشروع رأس المال الدائم للتعليم والإنتاج المطبق في عدة من المدارس الفنيّة بمحافظة الإسکندرية بوصفه أنموذجًا، وبذلک يُعَدّ التعليم الفنيّ(وتحديدًا مشروع رأس المال) متغيرًا أساسيًا، وتعزيز رأس المال البشريّ وسوق العمل متغيرين تابعين، وارتکزت الاستراتيجية المنهجية على دراسة أنثروبولوجية ميدانية للمشروع في اثنتين من المدارس الثانوية الفنيّة المطبق فيها المشروع بمحافظة الإسکندرية، واستخدمت أدوات المنهج الأنثروبولوجيّ؛ المقابلات المتعمقة والملاحظة المباشرة وصيغت النتائج بطريقة وصفية تحليلية کيفية على ضوء عدة مرتکزات نظرية: نظرية رأس المال البشريّ ورأس المال الاجتماعيّ،  وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج نوقشت في محاور اختصت بوصف واقع المشروع، وأبعاده الاجتماعيّة والثقافيّة، ومستقبله، وأثره في تعزيز رأس المال البشريّ وسوق العمل.