الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ...وبعد:
فقد وضع الإسلام الاهتمام بالصحة في مقدمة أولوياته، وجعل الحفاظ على النفس البشرية احدى الکليات الخمس التي قامت الشريعة على حفظها والعناية بها؛ ومن ثم فقد توافرت الأدلة من القرآن الکريم والسنة النبوية الداعية للنظافة والطهارة، وتجنب عوامل المرض ومسبباته، ومواجهة السلوکيات الغذائية الخاطئة، وتحريم الخبائث، وإباحة الطيبات .
وجاءت الشريعة مشتملة على صلاح الأبدان کاشتمالها على صلاح الأرواح، وقد حوى القرآن الکريم منهجًا للوقاية من الأمراض قبل وقوعها، وحثت الشريعةُ المسلمَ أن يقي نفسه ونفوس الخلائق من الهلکة، کما دعت المسلم لالتماس أسباب النجاة من الأمراض والحث على التداوي ، والتعاون فيما فيه نفع البشرية جمعاء.
وتظهر ملامح هذا المنهج الوقائي في جانبين: وقاية المسلم نفسه، ثم وقاية المسلم غيره، کما تظهر ملامح منهج العلاج حال الإصابة في جانبين: العلاج الروحي، والعلاج المادي.
ومن ثم فقد اقتضت طبيعة البحث أن يأتي تحت عنوان: (الوقاية من الأوبئة وعلاجها...دراسة من منظور قرآني) ، وأن يکون في تمهيد، ومبحثين:
أما التمهيد ففيه بيان موضوع البحث، وأهميته، وأسباب اختياره، والمنهج العلمي المُتبع فيه .
المبحث الأول : فيتناول التوجيهات القرآنية للوقاية من الأمراض، من خلال:
المطلب الأول: وقاية المسلم نفسه من الأمراض.
المطلب الثاني: وقاية المسلم غيره من الأمراض.
المبحث الثاني : فيعرض للتوجيهات القرآنية للعلاج بعد الإصابة، من خلال:
المطلب الأول: العلاج الروحي.
المطلب الثاني: العلاج المادي.
الخاتمة : وفيها أهم نتائج البحث .
الفهارس : وتشتمل على ثبت فهرس البحث ، وکشف بمراجعه ومصادره.