يؤسس هذا البحث لمنهج "الواقعية الروحية" في "النقد التثاقفي" من خلال دراسة نقدية، بينية تجريبية، استنادًا إلى بعض المتغيرات التاريخية، التي تشمل الفن والحياة عموما، مثل جدلية تطور الفنون وصولاً إلى ما بعد الحداثة؛ وکذا استنادًا إلى بعض الأفکار الفلسفية، کأفکار کل من "هيجل" و"ديلتاي" و"ياسبرز" وغيرهم، لما في تلک الفلسفات من أفکار ذات فعالية، تُظْهِر مدى ترابط العقل والروح في ممارسة مختلف أنشطة الحياة، بما يمکِّن الروح الإنسانية من مجاراة مختلف المتغيرات. فمن ناحية يقدم البحث مرتکزات وآليات ذلک المنهج التي تعين المهتمين بالمجال الثقافي، من مبدعين ونقاد، في شتى مجالات الإبداع، على ممارسة نشاطاتهم الإبداعية والنقدية وتتيح لهم النفاذ إلى روح المتلقي والتأثير الإيجابي فيها ومساعدتها في أن تتخلص من قيودها في خضم تلک الأحداث المفجعة المتتالية عليها في زمن کورونا 2020م؛ ومن ناحيةٍ أخرى يهتم البحث بإضاءة بعض المفاهيم وتمييز بعض المفاتيح التي تعين المتلقي، أثناء خوضه تجربة استقبال تلک الأعمال الإبداعية، على تحقيق أقصى درجات الإشباع الجمالي والروحي والاستفادة العقلية والفکرية منها.