يتناول البحث حرکة هجرة القبائل العربية إلى الجزيرة الفراتية وأسبابها منذ بدايتها وحتى نهاية العصر الأموي، وکشف عن أماکن توطن القبائل العربية في أراضي الجزيرة الفراتية، وأهم القبائل التي نزلتها قبل الفتح الإسلامي وبعده، ومن أهم ما توصل إليه البحث ، أن وصول القبائل العربية إلى الجزيرة الفراتية سبق ظهور الإسلام بعدة قرون، وأن أهم الأسباب التي دفعت القبائل العربية إلى الهجرة للجزيرة الفراتية کانت المناخ، وندرة المياه، والصراعات والحروب، والعصبية القبلية، وأن القبائل العربية سيطرت على أغلب أراضي الجزيرة الفراتية قبل الفتح الإسلامي، وأن هجرات القبائل العربية إلى الجزيرة الفراتية ازدادت مع بداية حرکة الفتوح الإسلامية وبعدها، ومن القبائل الجنوبية التي نزلتها واتخذتها موطنا: قبائل الأزد، التي استقرت بإقليم الموصل والجزيرة، وقبيلة طيء التي استقرت ببرية سنجار وامتدت مساکنهم من حمص إلى قلعة جعبر وغيرها من القبائل. کما نزلتها قبائل شمالية مضرية، کقبيلة ثقيف التي استقرت بقرى الموصل، وبني عامر بن صعصعة الذين استقر بعضهم بقرى الموصل والجزيرة وعدوتي الفرات وقرى حران، ونزلتها أيضا قبائل ربيعية ، ومن أهمها: بنو تغلب الذين کانت ديارهم تقع شمال الحيرة على نهر الفرات بالجزيرة الفراتية وسکنوا الثرثار بين سنجار وتکريت والموصل في الجزيرة الفراتية، وقد هاجر کثير من بطونهم إلى الجزيرة الفراتية، حتى باتت مدن الجزيرة توصف بأنها منازل العرب.