يُعد المجتمع العراقي القديم أحد المجتمعات التي تمتلک عمقاً تاريخياً بعيداً، واقترنت به مظاهر حضارية عديدة کان أبرزها عبادة الآلهة، إذ کانت تلک الظاهرة الحضارية ذات أثر کبير في تاريخ العراق القديم، والتطور التاريخي لنظام الحکم في العراق القديم يؤکد أن الحکام والملوک قد استخدموا الدين لتبرير ما يقومون به من أعمال تخص الشأن السياسي، فقد برروا استئثارهم بالحکم على أن الآلهة هي التي قامت بانتخابهم، وحين اعترضت بعض هؤلاء الملوک صعوبات سياسية واقتصادية نجدهم يقومون بتأليه أنفسهم لمواجهتها، مما يدل على ديناميکية العمل السياسي لمسايرة التطورات ومواجهة الصعوبات التي تعترض العملية السياسية, کذلک فقد استخدم الحکام والملوک الدين في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن جوانب العمل السياسي المختلفة، مما يُبرز سبب نشأة الفکر الديني.                                           
حيث تُعد فکرة الدين من بين أقدم الأفکار الإنسانية التي ربما اقترنت بظهور الإنسان، وهي التي تؤثر عليه وتصقل أخلاقياته وتکبح جماح غرائزه، سواءً کان ذلک الفرد في مرحلة البدائية أم التمدن ، ومن هنا فإنه لا يمکن لأي مجموعة بشرية أن تستغني عن العقائد الدينية.