في مصر وغيرها من الدول العربية فإن قضية التحرش الجنسي قضية مسکوت عنها نظراً لحساسية الأمر, ولا توجد احصائيات أو أرقام توضح حجم التحرش, وهو ما يجعل الوقوف على آثار القضية صعباً للغاية وذلک نتيجة لخوف المجنى عليها من أن الجانى لن ينال العقاب الرادع له, مما جعل بعض الضحايا يلتزمن الصمت, ولهذه الأسباب وغيرها سيظل موضوع التحرش الجنسي بعيداً عن المعرفة الکاملة لصورته الحقيقية, فقد جاء في دراسة صادرة عن معهد المرأة في العاصمة الأسبانية مدريد, أن عدد اللواتى يتجرأن على التقدم بشکوى لا يتجاوز 35% من مجموع حالات التحرش, لذلک سيبقى التحرش من أقبح ألوان الأذى بالمرأة. ثمة الکثير من القضايا الاجتماعية التى تخص المرأة والتى طرحت نفسها بقوة في الواقع الاجتماعى الذى تعيشه, فضلا عن تصوير هذه القضايا في وسائل الاعلام بصفة عامة والصحافة بصفة خاصة, ومن أبرز هذه القضايا تلک المرتبطة بقضية العنف ضد المرأة, مثال قضايا ختان الإناث والزواج المبکر والإيذاء البدنى ضد المرأة, فضلا عن قضية التحرش الجنسي ضد المرأة, وعليه سوف تقوم الباحثة بطرح هذه القضايا الاجتماعية کما يعکسها الواقع الفعلى في المجتمعين المصرى والکردي, مع اللإشارة لموقف الصحافة من هذه القضايا.
ويخلص هذا الفصل إلى أن التحرش الجنسي لا يرجع لسلوک فردى وإنما هو سلوک اجتماعى ينتج من الصمت البادئ من الضحية ثم أهل الضحية والمجتمع بأکمله الذى لا يعطى المرأة الحق في الدفاع عن نفسها, ويؤکد على تکاتف هذا المجتمع بجميع مؤسساته الشرطية والتشريعية والطبية والتربوية وکذلک الإعلامية, سوف يعيد صياغة صورة المرأة في عقول الشعوب التى تعانى من العنف ضد المرأة وبخاصة التحرش الجنسي, مما سوف يضفي صفة من الاحترام والتقدير للمرأة في داخل العقول تنعکس في التصرفات الخارجية وفي إعطاء المرأة حقها في العيش بأمان وحرية واحترام.