اشتُهر منذ الزمان القديم ضراوة الخلاف النحوي بين البصريين والکوفيين، حتى لا تکاد تجد مسألة من مسائل النحو إلا وفيها مذهبان: بصريٌّ وکوفيّ.
وللغة العربية الجنوبية ونقوشها المسندية علاقة وطيدة باللغة العربية الشمالية (لغة القرآن الکريم)؛ وفيها الأدلة الشافية لکثير من الخلافات والمشاکل النحوية؛ إذ تُعدُّ هي المؤسِّسُ والمُشرِّعُ للفصحى بدون منازع بحُکم أقدميتها، وفي ضوء هذه العلاقة يأتي هذا البحث الموسوم بـ:
مَسَائِلُ نحْوِيَّة خِلافِيَّة فِي ضَوءِ النُّقُوشِ العَرَبيَّةِ الجَنُوبيَّةِ القَدِيمَةِ
وقد تناول الباحث أربع مسائل مشهورة ، ورجَّح الخلاف فيها بين المدرستين في ضوء ما تمَّ الکشف عنه من النقوش التي کُتبت بها اللغة العربية الجنوبية ، وجاءت المسائل على النحو التالي :

§        الاختلافُ في إعراب الأسماءِ الستَّة .
§        القولُ في إعراب المثنى والجمع .
§        القولُ في أصل الاشتقاق؛ الفعل أم المصدر ؟
§        القولُ في حقيقة ( کِلَا و کِلْتَا ) .

   واعتمدَ البحث على المنهج الاستقرائي فِي عَرْضِ المَسائل، مع الحرص على الإجمال وتجنب الإطناب، مع إبداء الرأي قبولاً أو ردَّاً مُرتَکزاً على ما توفر من أدلة، ثم إيراد النقوشِ المسندية التي تردُ فيها الشَّواهِدُ المرجِّحة على المسألة .