کثر الحديث عن نظرية تفريغ الهواء لربط الکتل المستخدمة في بناء الأهرامات، وتعددت التساؤلات
حول مدي معرفة المصري القديم للمواد اللاصقة کالجبس والملاط والجص وغيرها. وبالرغم من أن طريقة
بناء الأهرامات اعتمدت بشکل أساسي على حجم أحجار البناء وضغطها ورصها بأسلوب متداخل، فإن
الکتل الحجرية المعلقة أو القائمة بذاتها کالأعمدة والأعتاب کانت في حاجة لأسلوب مختلف يمنع سقوطها
أو انهيارها، لذا لجاء المصري القديم إلي تعشيق الکتل الحجرية بعضها ببعض بأساليب مختلفة کالنقر
واللسان، وباستخدام الخوابير المعدنية والخشبية، أما تعشيق ذيل الحمامة فکان الأکثر شيوعا في تعشيق
الکتل الکبرى، کما في کتل الجدران وکتل الکساء بالأهرامات، وکذلک الأعتاب وقواعد المسلات وأساسات
وطبليات الأعمدة وغيرها.
وتعشيق ذيل الحمامة عبارة عن قطعة من الخشب أو المعدن أو الحجارة علي شکل ذيل حمامة
مزدوج متقابل في الجانبين الأقصر له، أو علي شکل مستطيل منکمش من الوسط بمعني أوضح، فبعد عمل
التجويف المناسب لهذا التعشيق بحيث يکون نصف التجويف في طرف أحد الکتل، والنصف الأخر في
طرف الکتلة الثانية المجاورة للکتلة الأولي، يتم تثبيت وضغط تعشيق ذيل الحمامة بين الکتلتين ليؤدي إلي
ترابط الکتلتين وتماسکهما معا،ً هذا وقد تنوعت أبعاد ومواد صناعة تعشيق ذيل الحمامة واختلفت أغراضه
وأساليب استخدامه، وهذا ما سيتضح جليا في البحث.