إستخدم المصرى القديم المراکب کوسيلة نقل رئيسة فى طول البلاد شمالاً وجنوباً، کما إتجه للإبحار بالسفن فى البحار منذ فجر التاريخ، ونتيجة لذلک ظهرت وظائف مختلفة للبحارة تتناسب مع المهام المنوط بها کل فرد سواءاً فى نشاطهم السلمى أو الحربى.
 
تمثل النشاط السلمى فى النواحى الخارجية فى البعثات التجارية سواءاً إلى جبيل (لبنان حالياً) على الساحل السورى لتوافر الأخشاب أو إلى بلاد بونت، وذلک منذ عهد الملک ساحورع والملک ببى الثانى وحتى عهد حتشبسوت. کما تمثل فى بعثات الموظفين للتأمين أو لإحضار الإحتياجات المطلوبة کما فى رحلة ون آمون إلى سوريا وذلک لإحضار الأخشاب اللازمة لقارب آمون. أما فى النواحى الداخلية فظهر فى عملية نقل أعمدة معبد ساحورع ومسلتى حتشبسوت من أسوان إلى الأقصر، ونقل الحبوب فى عهد الملک رمسيس الثالث والتى وردت فى بردية هاريس.
 
أما النشاط الحربى فى النواحى الخارجية فتمثل فى جهة الشمال الشرقى منذ عهد الملک ساحورع والذى إستخدم النقل البحرى لنقل الجنود إلى الساحل السورى، وکذلک حملات الملک تحوتمس الثالث، وحرب  رمسيس الثالث ضد شعوب البحر. أما الحدود الجنوبية فقط أهتم بتأمينها کلٌ من الملک منتوحتب الثانى والملک أمنمحات الأول. أما النشاط الحربى فى الداخل فقد وضح فى أزهى صوره فى الحرب ضد الهکسوس والتى بدأها کامس، وذکر أحمس بن إبانا أنه إشترک مع الملک أحمس الأول فى محاصرة الهکسوس فى البر والبحر عدة مرات.
 
تعددت مسميات کل وظيفة لتعبر عن المهام المنوط بها کل فرد، فقد فرق المصرى بين الوظائف المدنية للبحارة مثل المسئول عن قيادة البعثات التى يرسلها الملک إلى وادى الحمامات ووادى المغارة بسيناء لقطع الأحجار، والبحارة المنوط بهم نقل وإستيلام شحنات الحبوب والزيوت و الفضة، أو نقل القرابين فى أعياد بعض المعبودات.
 
أما الوظائف العسکرية فعبر عنها بمسميات  بمعنى ضابط السفينة أو مفتش السفينة، وربما کان مفتشاً على البحارة، وکذلک وظيفة بمعنى جندى صغير وربما کان هذا اللقب يحمله من کونوا الحامية العسکرية المصاحبة للرحلات الخارجية نظراً لإرتباط اللقب بکلمة بمعنى کتيبة. نفس الشئ مع الـ "قائد القوات"، والذى کان يتبع فرق الخيالة ويقوم بحماية القلاع والحصون، ولکنه الحق بعد ذلک على السفن ربما لأن قواتهم کانت تعمل فى الأساس على هذه السفن.