أشارت معظم الدراسات، العربية منها والأجنبية، التي بحثت في تاريخ أوربا إلى موضوع العلاقات الفرنسية المکسيکية في القرن التاسع عشر بقدر تعلقها، أو ارتباطها بحملة نابليون الثالث، والتي وضعت الارشيدوق النمساوي فرديناد مکسمليان على عرش المکسيک في ستينيات القرن المذکور، ولم ترد فيها إشارة إلى الحملة الفرنسية الأولى على المکسيک في ثلاثينيات القرن ذاته، والتي اطلق عليها المکسيکيون تهکماً "حرب المعجنات"، ولهذا السبب وقع اختيارنا على هذا الموضوع لتسليط الضوء على الصدام الأول بين فرنسا والمکسيک 1838-1839.
          حاولت هذه الدراسة الإجابة على بعض التساؤلات: هل کانت الدوافع الاقتصادية وحدها، وکما زعم المکسيکيون، التي دفعت حکومة لويس فيليب لتوجيه قواتها العسکرية عبر الأطلسي إلى المکسيک للحصول على المطالب المالية من الحکومة المکسيکية لتعويض رعاياها الفرنسيين في المکسيک لقاء الاضرار التي لحقت بهم من الاضطرابات المدنية في المکسيک؟ أم کانت الدوافع والمصالح السياسية حاضرة بدورها في الحملة الفرنسية على المکسيک ؟ وما هو دور المستعمرة الفرنسية في المکسيک في الحملة الفرنسية على المکسيک؟ وما هي مشاکلهم ومظالمهم؟ وما هي المهن التي زاولها؟ وهل کان لعامل وأفکار العرق دوراً في الحملة الفرنسية على المکسيک؟ وهل حقق الفرنسيون هدفهم في حماية رعاياهم ، وتعزيز مصالحهم التجارية في المکسيک؟ وما هي نتائج الحملة؟.