"الصواب و"الإلزام" مفهومان لهما أهمية کبيرة فى مجال فلسفة الأخلاق، والمعنى الذى يشير إليه کلٌّ منهما قد يصبح معنىً واحداً عند بعض الفلاسفة أو يقترب المعنين بدرجة کبيرة من بعضهما البعض ، وقد تناول "روس" Ross هذا الموضوع بالتفصيل . وما نحاول تقديمه هو:
أ) عرض لما قدَّمه "روس" لتوضيح معنى " الصواب" و"الإلزام".
ب) الإشارة إلى أن تناوله لهذا الموضوع أسهم فى تطوير المذهب الواجب والمذهب الحدسى .
ت) توضيح ما قد يکون "روس" أغفله عند تقديمه لواجبات الوهلة .
ويناقش"روس" معنى الصواب "Right" ويبدأ بتناول وجهة النظر التطورية Evolutionary. ومن المقبول تناول هذه المدرسة ککل، بالرغم من أنها لم تحصر نفسها فى الواقع إلا فى واحد من التعريف للمصطلحات الأخلاقية. ولکنها أحياناً تتجه إلى تعريف (الصواب) بالإشارة إلى استحسان المجتمع، وأحياناً تتجه إلى تعريف الصواب على أنه سلوک متطور.
إن المدرسة التطورية والنفسية أوضحت بشکل کلى القليل من الوعى بالتمييز بين سؤالين مختلفين منطقياً بالکامل. الأول عن معنى مصطلحات مثل "الصواب" أو "الإلزام" Obligatory أى الذى نقوله عن وصف السلوک عند تمييزه على أنه "صواب" أو "الإلزام" ؟ والآخر ماهو الملمح الآخر الذى نميَّزه أو ماهى المميزات الأخرى لوصف السلوک على أنه "صواب" أو "إلزام" ؟وإن الطريقة التى تتبعها هذه المدرسة -فى العادة- هى مراجعة مجموعة متنوعة من أنواع الفعل والتى يطلق عليها بشکل شائع "صواب" ،وذلک لاکتشاف أو البرهنة على أن لها صفات مشترکة. على سبيل کون الفعل متطور بدرجة عالية وافتراض أن هذا "الصواب" و"الإلزام" . ولکن من الواضح افتراض مراجعة الأمثلة ستکون کافية وأن اکتشاف الصفات المشترکة سيکون صحيح ، فإنه سيبقى هناک احتماليين الأول :أن الصفات المشترکة التى تم اکتشافها ربما تکون ما يکون عليه الصواب ، والثانى : ربما يکون تحديد (أو تمييز) لما يکون الصواب نتيجة له، والذى يکون فى ذاته مختلف عن الصواب (صفة الصواب) فهو ليس جوهر الصواب ولکنه أساس له.