تنافس الجميع في وقف الاوقاف علي المدارس والمعلمين والطلاب وکان لفلسطين نصيب الاسد من هذه الاوقاف وافرزت حياة علمية خصيبة نتاجا لذلک .
فعندما استرد صلاح الدين بيت المقدس من الصليبيين في أخريات القرن السادس بادر ببناء مدرسة في القدس، وعهد بإدارتها للقاضي بهاء الدين بن شدَّاد، فکثرت وفود طالبي العلم إلى بيت المقدس، کما أمر صلاح الدين بتنظيم العمل في شتى المدارس التي أنشأها على اختلاف تخصصاتها في أمور العلم والدين، فکان القائمون بالتدريس ينقسمون إلى فريقين: فريق المدرسين، وهم الأساتذة المتبحرون في العلم. وفريق المعيدين، وهم الذين يقومون بإعادة ما يلقيه المدرسون على الطلاب، ويشرحون لهم ما عسر عليهم.
کان وزراء صلاح الدين ورجال دولته وأغنياؤها يتنافسون في بناء المدارس حتى کثرت في فلسطين وغيرها، وانتشر بها العلم والمعرفة، ورفع الجهل، وتلاشت المذاهب الباطنية. بل وشارکت النساء الثريات في بناء المدارس، فابتنى عدد منهن مدارس، وأوقفن عليها أوقافا لضمان بقائها.
ازدهرت الحياة العلمية بفلسطين نتيجة مباشرة للانفاق السخي علي اوقافها التعليمية وتجلي ذلک في الکم الکثير من العلماء ومصنفاتهم الفريدة التي سبق ذکرها في هذا البحث.
ما اشبه الليلة بالبارحة فاني اهيب بکل قادر وذي مال علي يعين اهل العلم تاسيا باجدادنا العظام