تعد الصناعات التقليدية أحد القطاعات الاقتصادية الهامة فى معظم دول العالم، ومحورًا هامًا للتنمية الاقتصادية خاصة على مستوى الدول النامية؛ نظرًا لدورها الفعال فى مجال التوظيف والإستثمار والإنتاج، والتصدير وتوفير الدخل والعملة الصعبة، بالإضافة إلى دورها فى توفير الاحتياجات اليومية للمواطنين کما أنها تعد أحد عوامل الجذب السياحى ومقومًا أساسيًا للحفاظ على الهوية القومية والثقافية. وتعد صناعة السجاد اليدوي من أقدم الصناعات التى عرفها الانسان فى قرون ما قبل الميلاد بنحو خمسمائة عام، وازدهرت هذه الصناعة فى العصرين الأيوبى والمملوکى. وبعد سقوط دولة المماليک والاحتلال العثمانى لبلاد الشام، انتقلت هذه الصناعة إلى محيط بلاد آل عثمان ومنها إلى مصر. ومنذ ذلک الحين انتشرت صناعة السجاد فى مصر فى الکثير من المدن کمدينة أخميم بسوهاج فى صعيد مصر، واحترفتها بعض القرى المصرية ومن أشهرها قرية الحرانية وقرية فوه التابعة لمحافظة کفر الشيخ، کما تميزت قرية ساقية أبو شعرة بمحافظة المنوفية بين کل القرى المصرية بصناعة السجاد حتى أطلق عليها قلعة صناعة السجاد اليدوى فى مصر والشرق الأوسط. وعن أهمية الدراسة، تعتبر الصناعات الصغيرة والحرفية بصفة عامة أحد المداخل الرئيسية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية ؛ نظرًا لأهميتها فى حل مشکلة البطالة ودورها الحيوي فى زيادة الدخل القومى، وحيث أن صناعة السجاد اليدوى من الصناعات التقليدية الأصيلة التى يمارسها عدد کبير من الأفراد فى فئات عمرية ونوعية مختلفة "رجال، نساء، أطفال" فهى أداة مهمة للتنمية البشرية المستدامة، کما أنها تعد أحد عناصر رأس المال البشرى والثقافى فضلاً عن شهرتها العالمية وارتباطها باقتصاد السوق العالمى، فيعد الاهتمام بها وتنميتها أمرًا حيويًا من أجل التنمية الاقتصادية والبشرية، ويضاف إلى ذلک ندرة الدراسات السابقة التى أجريت على صناعة السجاد فى مصر بصفة عامة، وندرة الدراسات التى اهتمت بتوظيف قضايا المارکسية على الصناعات التقليدية اليدوية بصفة خاصة فيما عدا دراسة (سعاد عثمان،1991)، حول صناعة سبک المعادن فى أحد الأحياء الشعبية وهو حى الخليفة بمدينة القاهرة، وقد اهتمت الباحثة بتوظيف قضايا النظرية المارکسية فيما يتعلق بأنماط وقوى وعلاقات الإنتاج فى تلک الصناعة التقليدية