إنَّ هذه الحالة من الصِّراع الدَّاخلي کانت بمثابة النبض الدَّائم و الدَّليل على استمرار وجود الذَّات السيَّابيَّة. مما يؤکد بأنّ المعاناة الإنسانيَّة النفسيَّة في قمة عذاباتها قد ساهمت بشکلٍ جادِّ في توهج القريحة الشعرية للذَّات السيَّابيَّة و سهَّلت عليها بلوغ مرحلة النُّضوج الفني رغم افتقارها للنُّضوج النَّفسي.
وقد ولَّد لديها تضافرُ وجعها النَّفسي الشَّديد مع وجعها الجسدي شعورًا قويًّا إزاء الحياة قد تُرجم في نتاجاتها التي توصلنا بعد الاشتغال عليها إلى جملة من النتائج أهمها:
-   فقدان الأمّ منذ الطفولة المبکرة کان الفجوة الکبيرة التي سقطت فيها الذَّاتّ السيَّابيَّة و لم تتمکن من مغادراتها رغم طموحاتها و انتفاضاتها التي بدت جلَّية في صراعاتها المتواصلة.
-   کان السبب الرَّئيس لذاک الصِّراع الدَّأخلي الدَّامي الذي لم يعرف الهدنة يومًّا, محاولة الذَّات السيَّابيَّة التخلص من التبعية السلبيَّة للأمِّ .
-       الهروب نحو النحن/ الحزب و بغداد استطاع أن يلهي الذَّات السيَّابيَّة؛ و لکنّه لم يتمکن من احتوائها.
-       لعب الشعور بالنَّقص دورًا کبيرًا في عزل الذَّات السيَّابيَّة عن الأمن النَّفسي و الهدوء الدَّاخلي الذي کانت تطمح إليه.
-   کانت المرأة بالنسبة للذَّات السيَّابيَّة جزءًا لا يتجزأ من الأمِّ ؛ لذا نراها فشلت في کل مغامراتها العاطفية, و أخفقت في ملئ فراغها الدَّاخلي.
-   کان توقف الصِّراع الباطني بالنسبة للذَّات السيَّابيَّة مرهونًا بعودة الأمّ أو العثور على التعويض, و عدم حصول ذلک جعلها في حالة قتال دائم  حتى مع الموت الذي استل قواها.
-   حدَّة الصِّراع و استمراره داخل الذَّات السيَّابيَّة يُعد المسؤل الرئيس عن محاولتها التکيف مع الألم بنزوعها نحو السادية و المازوخية و خلق لذتها و شبعها العاطفي منهما.