لقد بين الرصد التاريخي لمراحل التحول، أن المجتمع الليبي انتقل من مجتمع تقليدي إلى مجتمع حديث اتضحت فيه معالم التغير، فقد مر المجتمع الليبي بظروف قاسية وصعبة تمثلت في انتشار الفقر والجهل والمرض وحياة البؤس والحرمان، بالإضافة للاستعمار الأجنبي الذي نهب الخيرات وشرد أبناء المجتمع، وفي الخمس عقود الأخيرة حدث تغيرات کبيرة شملت کل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والتي کان للنفط الدور المحوري فيها، حيث سخرت عوائده في إحداث تنمية اجتماعية واقتصادية، وذلک ضمن خطط وسياسات تنموية وضعتها الدولة في ميادين التربية والإسکان والتعليم والزراعة، وغيرها، وما صاحبها من عمليات التحضر والحراک الاجتماعي والجغرافي، والتي هدفت إلى تحقيق نقلة نوعية في مستوى حياة الأفراد في ليبيا .      فعمليات التغير التي مر بها المجتمع الليبي أحدثت تأثيراً على بنية الأسرة ووظائفها التقليدية فقد تناقص نمط الأسرة الممتدة وزاد نمط الأسرة النووية انتشاراً، کما حدثت تغيرات أساسية على نمط العلاقات ووظائفها الاقتصادية والتربوية التي کانت تقوم بها قديماً من خلال قيام بعض المؤسسات الحديثة بها في الوقت الذي اکتسبت أفرادها قيماً جديدة وبرزت أنماط سلوکية وظواهر اجتماعية جديدة لتداخل عدد من المتغيرات وأهمها التطورات التکنولوجية في وسائل الإعلام، وکذلک الانفتاح على العالم الخارجي.