إن دراسة نشأة المکان وتطوره تؤدى إلى توضيح مدى تفاعل الأحداث التى توالت عليه وعلى المناطق المحيطة به، بل ومدى تأثيرها في طبيعة النمو العمرانى وتطوره حتى وصل إلى صورته الحالية، وخاصة أن هوية المکان مرتبطة بجزء يَحکي من خلاله التاريخ علاقات الأماکن بعضها البعض موضحاً الروابط بينها والتى من شأنها أن تعطى للمکان شخصيته( Massey,D,1993, P144).
لذلک فإن الجغرافيا التاريخية تعد من ضروريات دراسة المدن، فهي التي يمکن من خلالها تتبع التطور التاريخي للمدن، وليس فقط من خلال تناول الثوابت المتکررة أو المتغيرة، ولکن أيضاً بالإحاطة والشمول والعمق الزمني(جمال حمدان، 1980، ص55).
ويمتاز قسم الجمالية بطابعه التاريخي الذي يتجلى في المباني القديمة والشوارع والدروب التي مازالت تحمل أسماءها منذ القدم، وبالتالي لا بد أن نتناول تاريخ هذه المنطقة حتى يمکن أن نصل ماضيها بحاضرها(الجمعية المصرية للدراسات الاجتماعية، 1958، ص5).