تهدف هذه الورقة إلى التعرف على أسلوب معالجة الصحافة المصرية للقضايا الاقتصادية فى مرحلة مابعد 25يناير ، من خلال رصد أبرز القضايا التى تناولتها فى هذه المرحلة ، وذلک باستخدام البيانات الکمية والکيفية لنتائج تحليل المضمون للأهرام الاقتصادى باعتبارها إحدى المجلات الاقتصادية القومية المتخصصة ، وکمصدر مهمللمعلومات والحقائق الاقتصادية ، وماتمارسه من دور فى ممارسة النقد والاستقصاء والتقويم والکشف عن الأخطاء وسوء الإدارة والفساد بالإضافة إلى نشر الوعي الاقتصادي بالقوانين والتشريعات والإجراءات التنظيمية ....الخ.
وتبرز أهمية الدراسة النظرية من أنها سوف تختبر بعضالقضايا النظرية المتعلقة بالدور الذى تقوم به الصحافة الاقتصادية باعتبارها أحد فروع الصحافة التي تعني بتتبع التغيرات الاقتصادية التي تحدث في أي مجتمع وتسجيلها وتحليلها وتفسيرها بشکل مبسط للقارئ المتخصص أو المواطن العادى . بدءا من التمويل الشخصي إلى الأعمال التجارية في السوق المحلي ومراکز التسوق وصولاً إلى أداء الشرکات الاستثمارية ، وأنشطة البورصات العالمية والشرکات المتعددة الجنسيات والمنظمات الاقتصادية والنقدية والبنوک العالمية ، وقد تعاظم أهمية هذا الدور فى مرحلة مابعد 25 يناير ، والتى تعانى فيها مصر من تفاقم الأزمات الاقتصادية ، ومااعتراها من تغيرات وتحولات اقتصادية ترتب عليها العديد من المشکلات کالفقر والبطالة وغلاء الأسعار والتضخم وانعدام العدالة الاجتماعية مما أدى إلى تدنى أوضاع الاقتصاد المصرى ، و هذا بدوره ما دفع بالباحثة إلى محاولة رصد أبرز القضايا الاقتصادية فى الصحف المصرية وما تعکسه من تغيرات فى هذه المرحلة ومدى تأثيرها على الأوضاع الاقتصادية فى مصر ، علاوة على ذلک ، رصد أهم العوامل المؤثرةفى أدوار الصحافة الاقتصادية فى هذه المرحلة من مراحل التحول الاقتصادى، ومن خلال الإطلاع على الدراسات السابقة المتاحةالتى أجريت فى مجال الإعلام الاقتصادىوالتى رکزت على تقييم أداء دور الصحافة الاقتصادية في شرح وتفسير وتحليل القضايا والمضامين والمصطلحات والقرارات ذات البعد الاقتصادي ، أشارت النتائج إلى أسلوب المعالجة الجزئية للقضايا الاقتصادية سواء بالترکيز على قضية بعينها أو مرحلة تاريخية معينة ، أو تناولها من جانب واحد دون الأخذ فى الاعتبار السياقات والعومل المجتمعية التى أفرزتها ، أو العوامل المؤثرة فى معالجتها لهذه القضايا ومن أبرز الدراسات التى تناولت قضايا بعينها دراسة ( سامح الشريف : 2013 )التى تطرقت إلى قضية الاستثمار من خلال ترکيزها على ملامح الصورة التى تقدمها بعض الصحف المصرية خلال الفترة من (1991 إلى 2006) لرجل الأعمال ، أو قضايا الإصلاح الاقتصادى ومنها دراسة ( إبراهيم عبد اللطيف : 1998)والتى تناولت معالجة الصحافة الحزبية لقضايا الإصلاح الاقتصادىفى مصر فى الفترة من 1987 – 1994" ، ودراسة (أميمة مجدى : 2013) ، أو قضايا العدالة الاجتماعية ومنها دراسة ( کمال قابيل محمد : 2009)والتى تناولت إصلاح الأجور فى مصر ودراسة ( ماجدة سليمان : 2010) حول قضايا الفقر والفقراء في خطاب الصحافة المصرية ، أو قضايا التنمية ومنها دراسة کل من (أمل دراز : 2002) ، أو دراسة (Christopher & peter : 2004)، ومن القضايا التى تناولتها هذه الدراسات أيضا الأزمة المالية العالمية ومنها دراسة کل من (سماح ماضى : 2007) ، دراسة ((Yang ,2011 ،(schifferes&coulter,2012)، دراسة (Weber et al , 2013)، علاوة على ذلک ، الدراسات التى تناولت قضايا البورصة وسوق المال ومنها دراسة ( نواف العتيبى : 2015) حول علاقة الأخبار الصحفية الاقتصادية بتقلبات سوق المال السعرية ، وقد اتضح من خلال الإطلاع على هذه الدراسات ، أنها تلتقى مع الدراسة الحالية فى بعض أهدافها ومنها :
- الکشف عن ملامح الخطاب الاقتصادىفى بعض الصحف ومکوناته وسماته في إطار التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها المجتمع.
- التعرف على أسلوب معالجةالصحف لإحدى هذه القضايا جزئيا أو کليا،أى تطرقت إلى دراسة جانب ما من جوانبها هذه القضايا منها مايتعلق بالقطاع المالىوالمصرفى، أو الديون،أوالتنمية أوالإصلاحا لاقتصادى أوالفساد المالى والإدارى، بالإضافة إلى قضايا الاستثمار الأجنبي والبورصةعلاوة على ذلک،قضاياالعدالة الإجتماعية مثل قضايا الفقر أو إصلاح الأجور.
ومن أبرز نتائج هذه الدراسات:
1- اختلال في مجالات الإهتمام التي يطرحه خطاب الصحفحيث يرکز على القضايا الإقتصادية المتخصصة وقضايا البورصة والبنوک بينما يقل الاهتمام بالمشکلات التى تمس المواطن العادى.
2- يغلب علي خطاب الصحف عينة الدراسة الطابع الخبري مما يجعل هذا الخطاب يتسم بالسطحية ، نظرا لافتقاره إلي التحليل والتفسير اللازم لفهم المضمون الإقتصادي ذو الطبيعة الجادة.
3- رغم أن الصحافة الإقتصادية صحافة جادة تتعامل مع مضمون جاد فإن خطاب صحف الدراسة جاء في معظمه يغلب عليه الطابع العاطفي ويتسم بالإثارة.
4- تکشف نتائج بعض الدراسات عن خلل في ممارسة الأدوار والوظائف التي ينبغي أن تهتم بها صحف الدراسة باعتبارها تقدم مضمونا جادا حيث يتداخل الإعلام مع الإعلان فى معالجة القضايا والمشکلات الاقتصادية.
5- أن القطاع الخاص هو العامل المؤثر في عملية ترتيب هذه أولويات القضايا الاقتصادية ، لما يقوم به القطاع العام من حجب للمعلومات عن الصحفيين ووضع للقيود الإدارية التي تعوق تدفق المعلومات بانسياب وحرية.
6- يؤثر الإتجاه السائد بوسائل الاعلام المصرية فى تشکيل اتجاهات الرأى العام نحو قضايا التحول الاقتصادى .
ومن هذا المنطلق ، ستحاول الدراسة الحالية الترکيز على الرؤية الکلية و المعالجة الشاملة للقضايا الاقتصادية فى إطار تفاعلها مع السياق السياسى والاقتصادي والاجتماعى للمجتمع المصرى، ولاسيما فترة ما بعد 25 يناير .
وبالتالى يمکن صياغة مشکلة الدراسة فى التساؤل التالى :
ما القضايا الاقتصادية التى عالجتها مجلة الأهرام الاقتصادى فى مرحلة مابعد 25 يناير وما الأساليب التى اتبعتها فى معالجة هذه القضايا ؟