يعنى هذا البحث بدراسة تقنية الحلم بنوعيها " حلم المنام ، وحلم اليقظة " فى الرواية السياسية عند السيد حافظ ، وما تمتلکه من قوة بلاغية إزاحية برع الکاتب فى توظيفها فى رواياته ؛ من إزاحة هموم الواقع الردئ الذى تعيشه شخصياته الروائية ، واستبداله بواقع جديد أفضل منه خالِ من کافة الضغوطات الداخلية التى تتعرض لها الشخصية نتيجة تأزم الوضع السياسى ، والاقتصادى ، والاجتماعى الذى تمر به البلاد ؛ لذا لجأ الکاتب إلى الحلم کوسيلة للتعبير عن رغبة الشخصية الحالمة فى إزاحة هذا الواقع المؤلم وتجاوزه ، و ذلک عن طريق انتقالها من منطقة الوعى إلى منطقة اللاوعى ، وتداعيها للأفکار ، والرموز ، والذکريات المختلفة  بذهنها فى أثناء نومها ، وأيضًا تلجأ إلى خيالها فى أثناء اليقظة لتخلق داخل عقلها الباطن عالمًا افتراضيًا تستطيع به تحقيق الإشباع التى تحتاجه من آمالها ، وطموحاتها ، وأهدافها التى فشلت فى تحقيقها فى الواقع.
 
    يمضى هذا البحث فى ظاهرتين ، ليبرز رغبة الشخصية الحالمة فى التخلص من الواقع الأليم المحيط بها ، وإزاحته :
 
    الظاهرة الأولى : بلاغة الإزاحة بحلم المنام ، وتنقسم هذة الظاهرة البلاغية إلى نوعين :
 
    النوع الأول : إزاحة الواقع بحلم خاضع لرغبة فى الاستبدال ، ويکون ذلک على مستويين :
 
المستوى الأول : الإزاحة بحلم خاضع لرغبة فى استبدال واقع بآخر .
المستوى الثانى : الإزاحة بحلم خاضع لرغبة فى استبدال زمن بآخر .
 
النوع الثانى : إزاحة الواقع بحلم راغب فى تخليص المجتمع من بعض الظواهر الفاسدة .
 
الظاهرة الثانية : بلاغة الإزاحة بحلم اليقظة .