عرف السابقون قدر القرآن الكريم وحقه عليهم، فعاشوا فيه بكل وجدانهم ووعوه بعقولهم، فبينوا وسطيَّته في الاعتقادات، والعبادات، والتشريعات، ومن أبرز من برع في هذا المجال إمام الوسطية الإمام محمد متولي الشعراوي-رحمه الله- الذي كشف في خواطره عن الوسطية في كل جوانب الدين الحنيف، ولهذا رأيت الكشف عن معالم الوسطية ومقاصدها عنده-رحمه الله، وسبب اختيار الموضوع التأكيد على أهمية الوسطية ودورها في علاج الغلو والجفاء، والإفراط والتفريط، وبيان كيف كشف الإمام الشعراوي يُعبِّر عن منهج الوسطية الذي رسمه القرآن في جميع جوانب الدين، أصولًا وفروعًا، عقيدةً وعبادةً وتشريعًا، بغية الوقوف على مقاصد الوسطية في تفسير الإمام الشعراوي، ومكانة الإمام الجليلة وما قدمه من تفسير يواكب روح العصر. وأسباب اختيار الموضوع: أولًا: التأكيد على أهمية الوسطية ودورها في علاج الغلو والجفاء، والإفراط والتفريط، ثانيًا: بيان كيف كشف الإمام الشعراوي عن منهج الوسطية الذي رسمه القرآن في جميع جوانب الدين، أصولًا وفروعًا، عقيدةً وعبادةً وتشريعًا، ثالثًا: بغية الوقوف على مقاصد الوسطية في تفسير الإمام الشعراوي، رابعًا: مكانة الإمام الجليلة وما قدمه من تفسير يواكب روح العصر، وتعتمد هذه الدراسة على المنهج الاستقرائي، وذلك باستقراء الوسطية ومقاصدها وصورها في تفسير الإمام الشعراوي-رحمه الله- وعرض نماذج منها، وتحتوي الدراسة على مقدمة، وتمهيد، وثلاثة مباحث، وخاتمة، وقائمة المصادر والمراجع، أما المقدمة فتضم أسباب اختيار الموضوع، والدراسات السابقة، ومنهج الدراسة، والتمهيد: التعريف بالوسطية، والمقاصد، والإمام الشعراوي، المبحث الأول: الوسطية ومقاصدها في الاعتقاد، المبحث الثاني: الوسطية ومقاصدها في العبادات، المطلب الثالث: الوسطية ومقاصدها في التشريعات، الخاتمة: وتشتمل على أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة منها أن الإسلامَ مبنيٌ على الوسطيةِ والاعتدالِ في العقائدِ، والعبادات، والأخلاقِ والسلوكِ، والوسطيَّة مِنْهجٌ ربَّانيٌّ حميدٌ يمنعُ العبد من الحَيْفِ إلى أحدِ الطرفيْن.