الملخص : يتناول هذا البحث النحو الترکيبي في کتاب دلائل الإعجاز ، ويهدف إلى الکشف عن أهمية نظرية ( النظم ) في بيان الإعجاز القرآني ، باعتبارها أساسًا منهجيًا يرتکز على مقتضيات ( علم النحو ) ، وعلى مراعاة أصوله وقوانينه ، کما يهدف إلى فهم الدراسات النحوية من خلال تقصى الأسس المعنوية التى قامت عليها ، والکشف عن مدى مشروعية انتقاد الدرس النحوي ، ووصفه بأنه دراسة شکلية ، تستبعد المعطيات الدلالية ، ومن أهدافه أيضاً الوقوف على طبيعة الدلالة النحوية في تصور الإمام عبد القاهر ، مع توضيح أثر أغراض المتکلم ومقاصده في الشکل الخارجي للتراکيب ، والتعرف على المباحث التى عالجها کتاب ( دلائل الإعجاز ) المتعلقة بمعاني النحو وأحکامه ، وقد بدأ البحث بمدخل تناول بعض المفاهيم کمفهوم النحو ، ومفهوم اللفظ والمعنى ومفهوم الفائدة ، ومفهوم الأغراض والمقاصد ، وفي الفصل الأول جاء الحديث عن مفهوم النظم ، وموقع ( النحو ) من اللفظ والمعنى ، وفکرة العامل النحوى ، ونظرية ( تضافر القرائن ) ، والحمل على المعنى عند الإمام عبد القاهر الجرجانى ، وفي الفصل الثانى جاء الحديث عن  التراکيب النحوية عند الإمام عبد القاهر الجرجانى ، وقد تناول النقاط التالية : طبيعة الترکيب النحوى ، الترکيب النحوىّ وعلاقته بالفکر الإنسانىّ ، مکونات الترکيب النحوى ، أدوات الربط في الترکيب النحوى ، أثر أغراض المتکلم في شکل الترکيب النحوى ، وفي الفصل الثالث جاء الحديث عن إسهامات الإمام عبد القاهر في الحقل الدلالـىّ من خلال علاقة اللفظ بالمعنى ، ودلالة الحدث الکلاميّ ، ودلالة الإسناد ، والدلالة النحوية ، والمعنى النحوي بين الدلالة الوظيفية والدلالة الترکيبية ، وقد أوصى البحث بضرورة تطبيق منهج الإمام عبد القاهر فى الدراسات النحوية ، وبقية فروع اللغة ، وأن يتم تدريس نظرية النظم لطلبة أقسام اللغة العربية فى الجامعات کما ينبغى الاستعانة بالفکر النحوى للإمام عبد القاهر فى تحليل النص الشعرى ، وينبغى أيضاً أن تسير دراسة بناء الجمل والتراکيب وفق الاتجاه الذى رسمه الإمام عبد القاهر ، إذ إنه يولى (المعنى) اهتمامه الأول ، ويعطيه الأهمية الکبرى فى الجملة، دون إغفال لقواعد (علم النحو) .