هذه الدراسة متعلقة بعلم الدعوة، وهو علم شربف، له أهميته في واقع الأمة، فالوهن مشکلة خطيرة وعائق نفسي يحول دون تحقيق الدعوة مقصودها، ويهدف البحث إلى إيضاح مفهوم الوهن، والتمييز بينه وبين الألفاظ ذات الصلة به، ورصد أهم الأسباب الداعية إلى الوهن في الدعوة، وأثرها في الواقع الدعوي، وکذلک الکشف عن أبرز الحلول والمعالجات الدعوية لمعضلة الوهن في الدعوة، وتناول البحث الوهن لغة واصطلاحا مع بيان الألفاظ ذات الصلة به، والتي منها: الضعف، والعجز، والجبن، والفتور، والتواني، والذل، والجهد بمعنى المشقة، ثم ذکرالأسباب التي تؤدي إلى الوهن في الدعوة، کضعف الإيمان، والتنازع والاختلاف، والاستعجال وعدم الصبر، واليأس والقنوط، وحب الدنيا وکراهية الموت، والتربية السيئة ومصاحبة المخذلين، ووهن القدوات، وضعف التخطيط، ثم ذکر بعض إطلاقات الوهن في القرآن والسنة، ثم تضمن الحلول والمعالجات للأسباب المؤدية إلى الوهن، ومنها: قوة الإيمان بالله وزيادته، والاجتماع والألفة، وعدم الاستعجال بالنصر والتمکين، والزهد في الدنيا، والثقة في وعد الله وعدم اليأس والقنوط والقدوة الحسنة، وحسن التخطيط، واعتمدت الدراسة على المنهج الاستقرائي، والتحليلي، والاستنباطي عن طريق استقراء أسباب الوهن، وتحليلها للوصول إلى حلول واقعية لها تسهم في إثراء العمل الدعوي، وتحقيق الدعوة لغايتها المرجوة، وظهر من الدراسة أن الوهن داء نفسي عضال يترک آثاره السلبية على أشخاص الدعاة وواقع الدعوة، وتنتج عنه آثار ملموسة تحول دون الدعوة وتحقيق أهدافها، وإن ما تعيشه الأمة الإسلامية من ضعف وتشتت وبعد عن دين الله عز وجل، إنما هو بسبب الوهن في الدعوة إلى دين الله عز وجل سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، کما أن من أهم سبل مواجهة الوهن قوة إيمان الدعاة بربهم، ثم بدعوتهم، والعمل الدؤوب على التخطيط السليم للدعوة، وفق قواعد ووسائل وأساليب تساير العصر والتقدم.